قصة وعبرة حكاية حنان كامله
انت في الصفحة 1 من 9 صفحات
قصة وعبرة حكاية حنان كامله
.... يحكى في قديم الزمان عن بائع متجول إسمه شعبان يمضي يومه في التنقل بين الأزقة والقرى لبيع بضاعته وكان له أصدقاء من الباعة يتعاونون مع بعضهم في الرزق وفي آخر النهار يجتمعون في سقيفة داره يشربون الشاي ويقص كل واحد منهم أخبار يومه وكان هؤلاء الباعة مشهورين بحسن الخلق وصار الناس يعرفون أوقاتهم ويطلبون منهم إحضار كل ما يستحقونه إلى بيوتهم
وفي الطريق كان هناك جبل فمشوا في مسارب ضيقة حتى وصلوا تلك القرية وباعوا كل بضاعتهم ولم يبق عندهم شيئ ففرحوا وعرفوا من الأهالي أن التجار لا يمرون بهم كثيرا وأنهم مضطرون لشراء حاجياتهم بأنفسهم
أجاب شعبان وما يعنينا نحن المهم أننا سنربح والآن هيا بنا نرجع قبل أن يجيئ الليل لكن الجبل كان كبيرا ومشوا بين الصخور والأشجار وأحسوا بأن المسافة قد طالت ولم يخرجوا بعد من الجبل فقال شعبان أعتقد أننا لقد أضعنا الطريق
مشى شعبان وهو يلعن هذا اليوم وقال كأن التعب لم يكفي ليزيد علينا الجوع والبرد فلا أحد في هذا الجبل لكنه لما هم بالرجوع لحسن التطواني رأى من بعيد ڼارا ففرح وجرى إلى المكان الذي تشتعل منه ولما وصل إلى هناك شاهد دار عربي وقربها بدوية تطبخ قدرها على الحطب وقد فاحت رائحة الطعام
نظرت له وقالت أنت ضيف تفضل بالجلوس وبعد قليل يرجع إخوتي من الحقل وتتعشى معهم
أجابها بارك الله فيك لكن معي رفاق ينتظرون عودتي
لفت له الطعام في منديل وأعطته بطانية فأخذهم شعبان وقد أعجبه جمال البدوية وكرمها لكنه خجل أن يسألها عن إسمها وود لو يبقى معها قليلا .
سمعت البدوية النباح ولما جاءت لترى ما يحصل هناك وجدت شعبان ملقى على ظهره في البئر وقد أحس پألم شديد فأدلت له حبلا ليصعد لكن الفتى كان ثقيلا فزلقت قدمها وسقطت عليه ووجدها شعبان قريبة منه لدرجة أنه كان يشم عطرها
قالت له لدي سبع أخوات صعبين سيحضر إخوتي ولو رأونا معا سيكون موقفي صعبا
رد شعبان لا تخافي لو لزم الأمر سأتزوجك
أخفت البنت رأسها من شدة الخجل فلقد كان الفتى جميل الوجه وقوي البنية ثم تشجعت وسألته عن حاله وقريته فحكى لها عن نفسه وأعجبها حديثه فنسيت ما هي فيه من ضيق وأحست بالإطمئنان إليه فقد كان لطيفا يحب الفكاهة
قالت له أنا إسمي حنان
فابتسم وقال وأنا شعبان فضحكا