قصة عانس كامله
الصمود وهو يشعر أن جبل سقط فوق قلبه تسائل بإرتعاش
طب هي هتعيش صح .. يعني أنا مستعد أعمل أي حاجة قولي أيه المطلوب..
محتاجين ډم كتير علشان نعوض إللي فقدته بس للأسف فصيلتها مش متوفرة في المستشفى ومحتاجين كذا حد يتبرع لو مناسب علشان نوفر الكمية..
توسعت أسماع عهود فهي الوحيدة التي تتطابق فصيلتها مع فصيلة شقيقتها ولا أحد يعلم هذا..
هدور على الفصيلة وأجيبها من تحت الأرض..
تحاملت عهود على نفسها وسط انشغال الجميع وخرجت خلف الطبيب وقد قررت ما ستفعل..
السلام عليكم لو سمحت يا دكتور أنا نفس فصيلتها وهتبرع.
بس شكلك ضعيف جدا..
بس الحمد لله صحتي تمام تقدر تسحب من دمي كل إللي تحتاجه..
طبعا مش ممكن لإننا محتاجين كمية كبيرة لو إنت مناسبة هنسحب منك الكمية المسموحه.
تقدر حضرتك تسحب الډم إللي هي محتاجاه..
مينفعش يا أستاذة دا خطړ على صحتك.
سيبها على الله يا دكتور.
كله على الله بس لا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة.
تمام أنا جاهزة بس لو سمحت متعرفش حد إن أنا اتبرعت.
نظر لها بتعجب لكن حرك رأسه بإيجاب وردد
تمام اتفضلي.
قال الطبيب قبل أن يقوم بعملية سحب الډم
على فكرا حضرتك عندك ضعف تام وضعف في الفيتامينات وبنصحك بلاش.
قالت بتوسل
يا دكتور توكل الله وأنقذ اختي أرجوك اختي لازم تعيش حتى لو المقابل إن أنا .. أختي مش لازم منتحرة وتكون كفرت .. لا لازم ترجع وتتوب من الذنب ده.
يارب انقذها وأنا بوعدك هي مش هتعمل كدا تاني .. اتلطف بيها يارب وقويها وقومها بالسلامة يارب..
إنت أرحم الراحمين يارب ...رجعهالي علشان نصلح علاقتنا وأنا مش هزعل منها تاني..
هقبل كل معايرتها وكل ما هتقولي يا بايرة ياللي محدش بيبص في وشك وكل إللي يشوفك يهرب ..
جاء أمان يهرول بلهفة وذهب مسرعا نحو الجدة دلال التي تجلس بغير حول ولا قوة..
ستي .. ستي مالها عهود .. هي فين .. أيه حصلها
نظرت له بعدم فهم ليكرر
مالها .. متخوفنيش .. هي حصلها أيه..
تنهدت بتعب وقالت موضحة لتنتشل أمان من غيابات الجب التي سقط بها
سيكون منتهى العيب إن تنهد براحة أو سجد شكرا لله أمامهم فمهما كان فشقيقتها من تنازع المۏت عاد قلبه إليه وعادت الډماء لوجهه وأردف وهو يواسيها
هتبقى بخير ربنا كبير وإن شاء الله تقوم بالسلامة..
كان توفيق يجري اتصالته وجاء مسرعا مسرورا
لقيت كيس ډم والأسعاف جيباه أقل من خمس دقايق هيكون
هنا .. وهدور على باقي الكمية..
ترعرع الأمل في قلب نجلاء والجدة وسارعت نجلاء نحوه وهي تتكأ على الحائط
بنتنا هتكون كويسة يا توفيق .. أنا أم مش كويسة لبناتي يا توفيق .. أيه يوصل بنتي للإنتحار وأنا بعيدة عنها..
قال بندم وهو يسندها
أنا إللي أب مش كويس يا نجلاء .. أنا مكونتش عارف قيمة حاجات كتيرة أووي في حياتي وكنت بجري ورا الشغل وإن أجمع فلوس وأملاك..
نظر حوله وتسائل ببعض الحدة
أمال فين عهود .. دا وقت تختفي فيه بدل ما تقف جمب أختها وتقف جمبك إنت وامي سيباكم وراحت فين!
قليلة الأصل.. أمال فين الأخلاق والطيبة والكلام إللي كانت بتهرتل بيه.. هي بس مش شاطرة ألا تكسر كلام أبوها..
تعرفي لو كان حد قالي إن هي إللي اڼتحرت مكانش هيبقى موقفي ده..
توفيق كان يقصد أن عهود تتعرض لضغط عصبي ونفسي دائم وشديد من الجميع فسيكون الدافع للإنتحار موجود لديها غير سمر التي تتلقى الدلال والمحبة من الجميع لكن من كان بجانبه لم يفهمها كذلك فأمان والجدة وحتى نجلاء قد فهمت بأنه يقصد أنه كان يتمنى الخلاص من عهود بدلا من سمر..
أما
عن عهود التي جاءت من خلفه تترنح بعد تعرضها لسحب كمية الډم الباقية لأجل شقيقتها وقفت وكأن أحدهم قد طعنها بخنجر مسمۏم..
استندت على الحائط وشعرت بأن لم يتبقى به بقعة واحدة العالم قد اسود داخل عينيها وتلك الكلمات القاسېة تدور وتتكرر داخل عقلها دون رحمة..
تمكن الدوار منها لكن واصلت السير مستنده بقوة وتحاملت ولم تظهر شيء من ضعف.
بينما كانت جميع الوجوه مصډومة أكثرهم أمان الذي تألم قلبه لتلك الكلمات..
الجميع قد اعتقد أنها لم تسمع شي لكن هو كان قد قرأ على وجهها الحسړة والخيبة والألم..
راقبها وهي تسير مترنحة ووجها يبدو شاحب شحوب الأموات..
لماذا كل هذا!! ما الذي يحدث معها مجددا بعد كل ما عانته!
أمن الممكن أن يكون هذا تبعات ما حدث في الماضي
كنت فين .. سيبتي جدتك وروحتي فين هو إنت للدرجة دي مش هامك أختك .. للدرجة دي