اڼتقام إثم بقلم زينب مصطفي
ثم بدأت بوضع طبقات من المكياج على وجهها تظهرها اكبر من عمرها الحقيقي ثم انهت تنكرها بصبغ حاجبيها باللون الابيض ولف حجاب أسود كبير فوق رأسها ثم أسدلت نقاب اسود اللون فوق وجهها وبدأت بالحديث وهي تغير من نبرة صوتها لنبره مغايره تماما لنبرة صوتها المعروفه به
ثم تنهدت بارتياح وهي تتوجه لخارج الغرفه
انطلقت ضحكات ام رجاء وهي تقول بمرح
ملك وهي تستعد للخروج
كده احسن علشان لو اضطريت ارفع النقاب محدش يقدر يتعرف عليا
ثم اتجهت سريعا لام رجاء تقبلها وتقبل طفلها النائم فوق ساقيها وهي تقول
بتوتر تشعر به كلما اضطرت للخروج والنزول للعمل
ادعيلي...
ام رجاء بحنان
ربنا يفتحها في وشك ويكتبلك الي فيه الخير
وصلت ملك الى مقر الشركه وبدأت في ممارسة عملها كمدخله للبيانات على الحاسوب وجلست وهي تشعر بتوتر من حولها وبهمسات الموظفين بين بعضهم البعض الا انها تجاهلتها وبدأت في العمل بنشاط كبير حتى اقترب اليوم من الانتهاء وتفاجئت باقتراب زميلاتها نجوى منها وهمست لها
وبعدين مغطيه وشك ليه دا انتي قد والدتي يعني مفيش حد هيبصلك
ملك وهي تغير نبرتها لنبره مغايره لنبرتها لتكون اكثر غلظه
انا حره البس الي يريحني والنقاب مبيخنقنيش ولا حاجه واتفضلي ارجعي على مكتبك احسن ما يخصموا اليوم مني ومنك
انتي حره انا كنت عاوزه أقولك أخر الأخبار
ملك بقلة صبر
اخبار إيه ..
همست نجوى بابتسامه واثقه
الشركه بتاعتنا هتتباع لمجموعة شركات كبيره و كل الي موجدين هنا خايفين ليسرحوهم انتي عارفه ان معظمنا شغالين هنا من غير عقود ولا ورق رسمي يعني اكيد هيطيرونا
شعرت ملك بانقباض قلبها لتقول بتوجس
مطت نجوى شفتيها وهي تقول
لا محدش يعرف حاجه بس بيقولو ان الي اشترى الشركه هيجي هنا بنفسه النهارده
وقفت ملك بتوتر فجأه وهي تقرر مغادرة المكان وقد شعرت بشعور غريب وكأن قاسم قريب جدا منها
لتندفع محاولة الخروج الا انها وقفت فجأه وقد تفاجأت بقاسم يقف أمامها يتحدث مع مالك الشركه وهو لا ينظر تجاهها
تصاعدت الاصوات من حولها وهم يحاولون افاقتها الا ان قاسم اقترب منهم بعد ان لفت انتباهه ما حدث ليقول بصرامه
ابعدو عنها خلوها تقدر تتنفس ..
ثم حملها عن الارض وتوجه بها الى غرفة مدير الشركه ليضعها على احدى الارائك سريعا ويبتعد وهو يشعر بتوتر شديد في جسده وكأن جسده قد تعرف عليها من مجرد حملها بين يديه
ليعود وينظر الى وجهها المغطى بتوتر
الا ان صوت نجوى ارتفع وهي تقول بحرج
معلش يا فندم اصل الست ناهد ست كبيره في السن واكيد مخدتش علاجها وعلشان كده أغمى عليها ودي اول مره تحصل لها بس هي في العادي مبتبطلش شغل وبتشتغل بضمير حتى اسئل استاذ محمود المشرف بتاعنا
تصاعد توتر قاسم وهو يستمع الى كلمات نجوى وعينيه لا تريد مفارقة وجه ملك المغطى بالنقاب وهو يهمس لنفسه حتى يقنعها بكذب شعوره
كبيره في السن واسمها ناهد ..اسمها ناهد..فوق يا قاسم
الا انه استفاق على صوت نجوى تقول
بحرج
معلش ممكن تخرجوا بره علشان نرفع النقاب عن وشها..صحيح هي ست كبيره في السن بس مينفعش نرفع نقابها قدامكم
توجه قاسم لخارج الغرفه وهو يشعر بشعور لا يستطيع تحديده
مالك الشركه باحراج
انا اسف على الدربكه الي حصلت دي انا عارف انك لسه راجع من المستشفى علشان الانصاري بيه..الا هو عامل ايه دلوقتي
قاسم بتوتر
الحمد لله فاق وبقى بخير..عن إذنك
ليتركه فجأه ويتوجه الى حمام الشركه ثم اغلق الباب من خلفه بتوتر
وهو يحاول التنفس بهدوء عدة مرات الا انه فشل ليقوم بفتح صنبور المياه ورش وجهه بالمياه عدة مرات وهو يحدث نفسه بصرامه
فوق يا قاسم انت اټجننت ولا ايه
خلاص هتشوف ملك في كل ست تشوفها ولا ايه
ليتنهد بتعب وهو يخرج مره اخرى الى الخارج ليجد ملك تخرج برفقة زميلاتها
الذين يقومون باسنادها في طريقهم للخارج الا انه وجد نفسه يتجه إليهم
بدون ارادته ويقطع عليهم الطريق
شعرت ملك بالدوار يكتنفها مره أخرى وهي تراه يقف امامها الا ان يد قاسم تلقتها تمنعها عن السقوط
وهو يقول بلهفه
حاسبي..
رفعت ملك عينيها پخوف وشوق تقابل عينيه وهي تكاد ټموت خوفا من انه اكتشف هويتها
لتتفاجأ به يقول بابتسامه مشرقه
حمدالله على سلامتك يا مدام ناهد رايحه على فين وسيبانا دا احنا ما صدقنا لاقيناكي..
لتشهق ملك پخوف وهي تشعر برأسها يكتنفه الدوار مجددا.....
بقلم زينب مصطفى
أنتقام اثم
الفصل السادس عشر
أشتدت يد قاسم حول خصر ملك تدعمها وتمنعها من السقوط بعد ان اشتد الدوار برأسها وهي تستمع لقاسم يقول بتوتر
انتي لسه حاسه إنك تعبانه تحبي نجيبلك دكتور و لا أوديكي المستشفى
هزت ملك رأسها بتوتر وهي تجيب بصوت مرتعش حرصت على ان تخرجه مغاير لطبقة صوتها
لا مفيش داعي انا هروح البيت ارتاح شويه وهبقى كويسه
ابتسم قاسم وهو يقول بجديه
طيب اتفضلي معايا انا هوصلك لبيتك في طريقي
ملك باندفاع
لا ملوش لزوم... أانا هاخد تاكسي يوصلني علطول و البيت اساسا مش بعيد يعني ملوش لزوم تعب حضرتك
قاسم بابتسامه رصينه
تعبك راحه يا مدام ناهد ..انا سمعت عنك قد ايه انتي موظفه مجتهده في شغلك واكيد الي حصلك ده بسبب ضغط الشغل عليكي .. يبقى اقل شئ نعمله نوصلك بيتك عشان ترتاحي
ثم نظر لمدير المكتب وهو يقول بتأكيد
ولا إيه
نظر له مدير المكتب بدهشه لاهتمامه المبالغ فيه بموظفه صغيره يراها لاول مره الا انه أكد على كلامه فورا
طبعا يا أفندم.. عندك حق
ليوجه حديثه لملك الواقفه وهي تشعر بالحيره والخۏف الشديدان
اتفضلي إنتي يا مدام ناهد رواحي واعتبري النهرده أجازه
استسلمت ملك وخرجت برفقة قاسم وهي تشعر ان رأسها قد توقف عن العمل
فتح قاسم باب سيارته الامامي لها ووقف ينتظرها حتى جلست بتوتر على المقعد ثم اغلق الباب وهو يشير لسائقه بإنه هو من سيقود السياره
ركب قاسم سيارته وقادها بهدوء ثم إلتفت إلى ملك وهو يقول برصانه
عنوان بيتك إيه..
ملك بتوتر خائڤ
إيه..
قاسم بهدوء وصبر
عنوان بيتك يا مدام ناهد عشان أقدر أوصلك
إبتلعت ملك ريقها بتوتر وهي تفكر ان تكذب عليه وتعطيه عنوان خاطئ الا انها تذكرت ان الشركه التي تعمل بها لديها عنوانها الصحيح مع رقم تليفونها وذلك حتى يستدعوها في اي وقت يحتاجوها فيه خارج ساعات العمل
لتقرر إعطائه عنوانها الحقيقي حتى لا تثير شكوكه ان اكتشف بأي طريقه انها قد كذبت عليه واعطته عنوان خاطئ عن عمد ..
لتبدء في إعطائه العنوان بصوت مغاير لصوتها وهي تشعر بالتوتر والخۏف يستولي عليها
إبتسم قاسم وهو يقول بهدوء
ياه..هو ده عنوانك..دا انتي ساكنه في مكان بعيد أوي
ملك بتوتر وهي تنظر للاسفل