قصة عانس كامله
الفراش وڠرقت في نوم عميق.
بالغرفة المجاورة جلست والدة عهود بجانب زوجها على الفراش بذهن شارد.
مالك يا نجلاء في أيه.!
عهود.
مالها!
قلبي واجعني عليها دي كانت جاية مېتة من الجوع وخلصانة خالص وإنت قولت أقرص ودنها بالأكل والشرب والمصاريف بس يا توفيق عهود عمرها ما تيجي بالطريقة دي كل ده مش فارق معاها وعنيدة أنا مش تايهة عنها..
مش هتستمر وعلى بكرا هتفوق وترجع لنا.
أنا سبت الأكل في المطبخ على أساس لو خرجت بليل تاكل وكدا بس أنا مش تايهة عنها دي عنيدة ومش هتعملها..
نامي يا نجلاء .. نامي وعهود بكرا تعقل.
كانت كالفراشة تسير وسط الزروع والورود بثوب فضفاض باللون الزيتوني تحمل أطرافه نقوش بسيطة من الورد وعلى رأسها خمار مزدوج تلفه بطريقة رقيقة مبتكرة أخفت معالم .
صباح
الخير.
التفتت فور أن
سمعت صوته وزفرت بإحباط ثم ردت ببساطة
صباح النور أهلا يا باشمهندس أمان.
عاملة أيه يا عهود وأخبار الشغل هنا معاك.
الحمد لله بخير أنا بحب مجال شغلي جدا وإن شاء الله أقدم شيء كويس.
واثق يا عهود واثق فيك.
ابتسمت بسخرية وتسائلت
نفس الثقة قبل ست سنين.
لا يا عهود .. أنا آسف يا عهود آسف سامحيني وإنسى بقى..
إنت بعد ما سيبتي الكلية أقسمت يمين ماعدت أدرس تاني كأستاذ جامعي في كلية الهندسة .. وحرمتها على نفسي بعد خروجك منها إللي كان بسبب ظلمي لك..
ابتلعت ريقها وأردفت بتوتر
مفيش داعي للكلام ده حضرتك أنا قولتلك إن مش زعلانة ومسامحة ربنا يسامحنا جميعا..
أنا واثق إن كل حاجة هتتغير أنا كفيل بده بس أما يبقى ليا الحق ويلا أسيبك لشغلك..
خلي بالك من الورد .. يا عهود أصل هيشهد على كتير جدا.
ورحل وتركها في حيرة من أمرها..
ماله ده وأيه الكلام إللي بيقوله الغريب ده.!
يلا يلا متشغليش دماغك يا عهود يلا خلصي علشان تروحيلها..
وقفت أمام الباب تتذكر كثيرا من الذكريات عاشتها بهذا المكان الدافيء ظلت تتأمل بيوت الحارة بأعين مشتاقة وهذا المنزل ذا اللون الأخضر التي شيدت بين جدرانه كثيرا من الذكريات..
احتضنتها من ظهرها بمرح وصاحت بسعادة
وحشاني أووي يا كونتيسة دلال.
بطلي بكش يا بت إنت .. فينك من كام شهر يعني.
ما إنت عارفة ضغط الإمتحانات إللي كنت فيه والتخرج والذي منه..
ااه قولي مشاغل زي توفيق أفندي المبجل إللي استكبر على هنا وعايز ياخدني في المدينة والفيلا والهلومه.
دا إللي كانوا مهاجرين من القرية رجعوا تاني لأن الجو هنا مش هيتعوض عايزين أنا بقى أسيب بيتي والمكان إللي عايشة فيه من ساعة ما وعيت على الدنيا وأجي المكان إللي يجيب المړض ده..
بصراحة يا دولا في دي عندك حق متعرفيش أنا أجواء القرية هنا قد أيه.
ڠصب عن أنف توفيق الكبيرة والست نجلاء المتغطرسة أنا حكمت عليك بالمأبد هنا..
ألقت عهود الحقيبة على الكنبة القديمة ذات الألوان العديدة والمساند المبهجة رغم قدمها لكنها تضج بالبهجة..
يلا بينا ... بصي أنا مېته جوع وعندي حاجات كتير عايزة أحكيهالك قوليلي بقاا عاملة أكل أيه يا دولا.
بامية يا مصلحنجية.
رددت عهود بخيبة أمل
يييي بقاا يا دولا ما إنت عارفة
إنها مش بتحبني..
خليك ناصحة يا بت ووقعيها في حبك.
تيتا بطلي تتمقلتي عليا.
خلاص يا أختي بدل ما ټعيطي ادخلي غيري هدومك وصلي وحصليني على المطبخ نكمل سوا الجلاش ومحشي الكوسة..
يييي تحيا الكونتيسة دلال..
جاءت لترد عليها لكن قطع حديثها صوت رنين جرس الباب قالت الجدة دلال
طب افتحي الأول كدا شوفي مين تلاقي حبيب قلبي وصل..
بقى كدا من ورايا يا دولا وكمان بتقوليها في وشي دا حتى إحنا ستر وغطا على بعض..
افتحي يا بت وبطلي لماضة..
ذهبت عهود وسحبت مزلاق الباب وهي تبتسم وتقول بمرح
شريرة يا دولا شريرة.
وبمجرد أن التفتت تصنمت بأرضها كمن ضړبته صاعقة وهتفت پصدمة
إنت .. إنت بتعمل أيه هنا.!!
عهود .. أيه جابك هنا.!
يتبع.
عهود_الحب_والورد
سارة_نيل.
دمتم بود
٤
أيه جابك هنا وتعرف دولا منين!
تسائل أمان بتعجب هو الأخر
إنت أيه إللي جابك هنا وتعرفي دولا منين!!
ربعت عهود ذراعها أمام وقبل أن تنطق قاطعتها الجدة دلال بقولها
حبيب قلبي أمان ادخل يا غالي أيه أخرك كدا.!
التفتت عهود لجدتها واستفهمت
تعرفيه منين يا تيتا.!
أمان يبقاا ابن ابن أخويا ومن سنين طويلة جدا هاجروا من القرية علشان شغلهم ومصالحهم بس كانوا بيجوا زيارات كدا..
ولوت وأكملت بنزق
يعني البيه أبوه حاله من حال أبوك توفيق أفندي أصلهم مش هيقبوا لفوق ألا لما يسيبوا البلد حجج فارغة صحيح بس أمان حبيب سته بقاله فترة هنا جاب الجماعة وهما عجبهم العيشة هنا