روايه بقلم سوليه نصار
...طردته بكل سهولة واعتبرت انه غير موجود ...داخله كان يعترف انها محقة للغاية ...ولكنه لا يمكنه اغضاب زوجته من أجل شقيقته التي تتدلل....لا بأس ايام قليلة وستهدأ وستكلمه هي بنفسها
بعد قليل ..
جاء مراد للمنزل وهو يحمل الطلبات ويصعد للأعلى بعد ان اطمأن على بناته مع جدتهما....
وقف امام باب المنزل ليفتحه فجأة خرجت هنا من الشقة المقابلة ....
ازيك يا مراد ..!
كويس...
منار اخبارها دلوقتي ...
كويسة الحمدلله ..
رد بإيجاز وهو يفتح الباب ويقول بإبتسامة مجاملة
عن اذنك يا هنا ..
ثم أغلق الباب ...
قبضت على كفيها والدموع تحتشد بعينيها ..كانت تختنق دون سبب واضح ....
ولجت لغرفتها بسرعة وهي تبحث بضراوة عن صورة علي زوجها ...ما ان وجدتها ..نظرت الي الصورة وهي تبكي ...تبحث عن تلك المشاعر القوية التي تكنها له فلا تجد ...تحاول تذكر أي شئ عاطفي حدث بينهما ولكنها لا تتذكر الا لمسات مراد ...حب مراد وقبلاته العاطفية...تتذكر تلك الليلة التي جعلها تلمس النجوم بها ....
صړخت پقهر وهي تلقي الصورة على الأرض ...شدت شعرها الطويل حتى مزقت خصلاته في يدها ثم جلست على الأرض وهي تشعر ان قلبها سوف يخرج من صدرها من فرط البكاء والإنفعال ...
يارب أنا مش عايزة احبه يارب ...ساعدني يا رب
اخذت تصرخ بها وهي تبكي
في منزل منار ومراد ...
حاسة نفسك احسن دلوقتي ..
هزت رأسها وهي ما زالت تنظر إلى التلفاز ...
ايه رايك اخد إجازة ونسافر تغيري جو شوية والبنات تروح معانا ...
ردت وهي لا تنظر إليه من الأساس وقالت
البنات بدأو يروحوا الحضانة مينفعش ...
زفر بضيق وأمسك جهاز التحكم وأطفأ التلفاز. ثم قال
ممكن تبصيلي...
نظرت إليه ...نظراتها كانت خالية من المشاعر واختنق هو ...وقال بضيق
أنا بحاول اصلح جوازنا مش شايفة انك زودتيها شوية !أنت عايزة ايه يعني !عايزة كل حاجة بيننا تضيع .....
قالتها منار وهي تحاول النهوض ولكن مراد أمسك كفها
بقوة ...
نظرت إليه
ببرود...برودها ېقتله ...يشعره أن قيمته انعدمت عنها ...
تنهد بإستسلام وترك يدها وقال
أنت اللي بتخسريني بإيديكي يا منار ...
أنت عمرك ما كنت ليا عشان اخسرك فصدقني مش فارقة ..
ثم تركته وذهبت ...
......
في اليوم التالي ...
...
ايه اللي خلاكي تروحي عند سالم كنت جيتي عندي وأنا كنت هتصرف .
قالتها تقى بعتاب لتهز منار رأسها وتقول
سالم كان اولى بيا أنا وعيالي بس يظهر اني كنت غلطانة !ثم ايه ذنبك أنت تستحملي ...
ايه اللي بتقوليه ده احنا بيننا كده برضه !
قالتها تقى بلوم فقالت منار
معلش يا تقى صدقيني مكنتش هرتاح ابدا ...الحمدلله على كل حال يمكن الوضع ده عرفني وش سالم الحقيقي ..
نظرت إليها تقى بحزن فأمسكت منار كفها وقالت
متزعليش أنا كويسة ...اهو أنا عايشة ... صحيح مش مبسوطة بس هتعود ...اكيد في يوم هقدر اقوم على رجلي وهبعد عنهم كلهم...هبعد عن كل اللي أذوني ...ودلوقتي أنا معنديش اهم من بناتي مش عايزة غير انهم يبقوا بخير ويفرحوا
وجوزك يا منار ..جوزك لازم تحاربي عشانه و
أحارب عشان مين يا تقى ...ها قوليلي أحارب عشان مين !عشان واحد مش شايفني اصلا !واحد حړق قلبي واتجوز عليا ...ومد ايديه عليا كمان !ده يستحق اني احارب عشانه ...
منار اسمعيني ...
لا لا يا تقى مش هسمع ...أنا إنسانة ...
قاطعتها منار ثم أكملت وقد اهتز صوتها
أنا إنسانة برضة وبحس ...عندي قلب وبتوجع زي باقي الناس ...ليه انا بس اللي احارب وأشيل الطين ...أنا عملت ايه عشان أحارب ..أنا مقصرتش في حق مراد أبدا...كنت قايدة ايدي العشرة ليه ...كنت بديله حب واهتمام وبخدم امه واتحمل رخامتها عليا وانا حاطة جزمة في بوقي عشان خاطره ...شيلته هو وأمه على رأسي شيل وقولي اللي حصل في الآخر ايه !راح اتجوز عليا وقهرني ...اتهمني اني ست فاشلة ..فقوليلي ليه احارب عشان شخص زي كده ...
انسابت دموعها فمسحتها بقوة أوجعت عينيها وقالت
خلاص يا تقى أنا قررت من النهاردة مش هحارب عشان حد لا هو ولا غيره ...اللي هيمشيلي خطوة همشيله خطوة غير كده لا ...دلوقتي أنا هحارب عشان بناتي وبس ...لكن لا مراد ولا غيره يهموني ...خلي هنا تأخده مبروك عليها ...أنا مبقاش يهمني ...أنا خلاص خرجته من حياتي للأبد ...
يعني بطلتي تحبيه !
سألتها تقى لتهز رأسها وعينيها تلمعان بإصرار
أيوة بطلت احبه ...مراد انتهى من حياتي !!
ومن خلف الباب كان مراد يسمع كل كلمة ووجهه