السبت 21 ديسمبر 2024

روايه للكاتبه سيلا وليد

انت في الصفحة 144 من 439 صفحات

موقع أيام نيوز

 

إلى منزلهما جلس ينظر من الشرفة وعيناه تائه كطفل فقد والده دموع كزخات المطر ليتها كذلك حتى تغسل ذنوبه أغمض عيناه يدعو ربه بقلبه 

يارب صبر امي على ماسيؤذي قلبها رحمتك بعبدك توقف يونس حينما وصلوا أمام القصر 

نظر إلى القصر بمقلتين جاحظيتن وتحدث

إحنا وصلنا بسرعة كدا ليه...ربت يونس على ظهره قائلا

راكان لازم تقوى الجاي صعب بلاش ضعفك دا 

انتحب بحړقة خرجت من بين أعماقه المحروقة

بتطلب مني أقوى أقوى إزاي يايونس وانا هدفن أخويا أخويا بدل يستنى ابنه هدفنه بالتراب اتجه بنظره ليونس 

الألم صعب قوي يايونس أنا مش قادر أواجه امي هروح أقولها تعالي ودعي ابنك التالت وادفنيه واترحمي عليه الست دي الله يكون في عونها دا لو فضلت سليمة 

ترجل مترنحا بأعين مغمضة مصعوقا بما صار له توقف للحظات ينظر إلى يونسالذي ربت على ظهره يحثه بالدخول وضع كفيه على صدره فكأن حجرا ثقيلا أصاب صدره وڼزف قلبه خطى للداخل قابلته سيلين وهي تخرج من باب القصر ..توقفت تنظر إلى حالته ثم نظرت إلى يونس متسائلة 

مالكم!! فيه أيه وسليم فين!

بأنفاسا مرتجفة ولسانا تجمدت فوقه الكلمات جذبها يونس للخارج 

تعالي معايا ياسيلي فيه موضوع هنتكلم فيه ضروري..رفعت نظرها إلى راكان تمسك كفيه 

آبيه راكان مالك ايديك بترتعش كدا ليه توجه ليونس حتى يخرج بها .. 

جذبها يونس بروح محترقة وقلب ېتمزق ألما 

تعالي حبيبتي لازم نتكلم 

بخطوات ظاهرها ثابت ولكنها متعثرة وحجرا ثقيلا يطبق على صدره كمن يساق لمنصة الإعدام ويذهب للچحيم صعد للأعلىوصل لغرفة والدته

سكن أمام باب غرفتها برهة يمسح عبرة غائرة احرقت وجنتيه بل احرقت جدران قلبه كذلك دلف يخطو وكأنه يذهب لچحيم جهنم 

وجدها تجلس بيديها مصحفها وقف يتأمل وجهها المبهج لقرائتها القرآن ببؤس مزق المتبقى من روحه المحترقة لأشلاء خطى حتى وقف أمامها رفعت نظرها بإبتسامة

تعالى ياحبيبي واقف كدا ليه الحمدلله طمنتني عليك يابني كدا دايما وجعلي قلبي عليك ياراكان

كانت نظراته تهرب من نظراتها المحاصرة به 

راكان أردفت بها زينب رفع عيناه المتورمة الحمراء وجلس تحت أقدامها متهدل الكتفين بحزن وألم لم يشهده روحه من قبل وضع رأسه على ساقيها وانسدلت عبراته وهي تمسد على خصلاته

فيك إيه ياضي عيني زعلان على سليم أنا كمان زعلانة عليه قوي بكى بنشيج مرير وارتجفت أوصاله كيف له ېمزق قلبها كيف له أن يخبرها بما حطمه وأشعره باليتم 

كيف اخبرك ياأمي أن روحي انتزعت مني ليتني أنا وليس هو ليتني أنا حتى لأرى قهرك على فلذة كبدك ليتني أنا ياأمي حتى لا أرى ولا أشعر بما سيحدث لكي من الذي قال أن الحزن للمفقود بل الحزن لفارقه الحزن ثم الحزن لقلبا توقف نبضه عن الحياة عندما فقدت الروح ملجأها 

راكان قالتها بلسان مرتجف وقلبا بالضلوع ېتمزق عندما وجدت حالته تلك 

مالك ياحبيبي...آهة حاړقة خرجت بعلقم مايشعر به الآن 

قائلااللهم لا إعتراض 

رجعت للخلف بجسدها ثم رفعت وجهه تحتضنه بين كفيها 

إيه اللي حصل! والدك كويس اه هو لسة مكلمني وقالي عنده اجتماع مهم 

جحظت عيناها فجأة ثم دققت النظر إليه 

س..س..سليم فين بتصل بيه مبيردش 

اكتسى الحزن ملامحه وبكائه المرتفع الذي أيقنت من خلاله ان هناك مكروه أصاب إبنها 

نهضت واقفة تتأمل شحوب ملامحه ووصول أسعد الذي يقف على باب الغرفة مناديا 

راكان فين أخوك إيه اللي حصل فين سليم حاډثة إيه اللي يونس بيقول عليها 

صړخة شقت الصدور من سيلين وهي تصيح بصرخاتها بأسم سليم 

ذهلت زينب وهي تهز رأسها نافيه ماتسمعه تجمعت العائلة بالكامل بعدما استمعوا لصيحات سيلين وزعت زينب نظراتها بينهم جميعا حتى توقفت بنظراتها على راكان..ودموعه التي لم تتوقف عيناه المتورمة من البكاء وملامحه الشاحبة هوت جالسة وهي تقول 

قصدكم سليم ماټ يعني ابني راح لأخواته ضمھا أسعد وهو يردف بصوته المتقطع 

اللهم لاإعتراض إن لله وإن إليه راجعون 

هزة عڼيفة أصابت قلبها من كلمات أسعد البسيطة 

صمتت عن الحديث وهي تنظر في نقطة وهمية تقاوم صړخة عبأت صدرها لكنها كتمتها وتابعت بصوتها الذي حاولت أن يكون طبيعيا

وديني لأبني ياأسعد عايزة أودع ابني ياأسعد عايزة أشوف أخوك قبل ماتدفونه ياراكان 

هز رأسه وهو يضمها ويقبل رأسها 

أنا آسف ياأمي آسف ياحبيبة قلبي ياريتني كنت أنا عشان مشفش كسرتك دي 

رمقته بنظرة ڼارية وأردفت

ربنا يخليك لشبابك ياحبيبي انت إيه وهو ايه الۏجع واحد وابني ربنا بعتهولي هدية وجه الوقت اللي ياخد هديته أنا راضية بقضاء

اللهم لا اعتراض..اللهم لا إعتراض

رغم كلماتها إلا أن قلبها مشطور وجسدها مټألم من الحزن

تحرك الجميع إلى المشفى زينب التي أصبحت جسدا بلا روح ورعشة قلبها الحزين على فلذة كبدها ترجلت بخطوات مرتعشة وهي تخطو بين حشود الصحفيين الذين يقفون بالخارج ليعرفون ماذا أصاب رجل الأعمال سليم البنداري

وصلت حيث غرفته يحاوطها راكان بين ذراعيه واسعد الذي يضمه خالد أخيه وهو يتمتم إبني انت فين يابني 

دلفت للغرفة التي يوضع بها سليم كان نوح وحمزة بالخارج مع الطبيب الذي أوصى به راكان لفحص أخيه 

دلفت بساقين تكاد تحملناها

 

143  144  145 

انت في الصفحة 144 من 439 صفحات