السبت 21 ديسمبر 2024

روايه للكاتبه سيلا وليد

انت في الصفحة 31 من 439 صفحات

موقع أيام نيوز

 

يقود السيارة.. بسط كفيه وقام بتشغيل الكاسيت الخاص بالسيارة 

شوفي الأغنية اللي الكل ماشي بيغنيها دلوقتي.. ارفع صوتها سطلانة حتى يشتت تركيزها بإجابته 

الټفت بأنظارها للخارج تنظر من النافذة.. وعرفت من جهله لأجابتها.. زفر بحزن عندما وجدها بتلك الحالة 

جذبها مرة أخرى لتستقر بأحضانه.. وظل يمسد على خصلاتها 

سيلي حبيبي مش عايزك تخافي من قرارت جدو.. أنا هحل الموضوع.. 

كادت أن ترفع رأسها من على كتفه ولكنه رفض 

سيلين اكيد إنت حاسة وعارفة أنا بحبك قد إيه.. فياريت حبيبي تصبري شوية وأنا هظبط الدنيا 

خللت أصابع كفيه بأصابعها وتحدثت ومازالت تستند برأسها على كتفه 

يونس وأكيد إنت عارف أن علاقتنا بقالها قد إيه.. وكمان مضايقة من نفسي علشان اخواتي عندهم ثقة فيا متخلنيش أندم إني حبيتك لو سمحت 

اعدل وضعيتها وأداد وجهها إليه

أنا هتكلم مع راكان في أقرب وقت.. كنت هقوله لكن جدي جه هد كل مخطوطاتي 

هزت رأسها بتفهم ورفعت بصرها إليه

أنا معرفش جدو بيعمل كدا ليه.. ومعرفش مابيحبنيش ليه 

مسد على خصلاتها بكفيه ونظر لعيناها 

صدقيني معرفش.. ولو اعرف كنت قولتلك.. أنا بحاول أبعد نظره عن علاقتنا علشان ماينفش دماغه ويعمل حاجة فيا زي ماعملها في راكان 

رفع ذقنها وهو يوزع نظراته بينها وبين الطريق 

سيلو عايزك تتأكدي أنك الوحيدة اللي هزت قلبي.. وابعدي عن سارة خالص 

تحولت ملامحها الهادئة إلى أخرى ثائرة فدفعت كفيه بعيدا 

إنسى يابن عمي.. خليها تقرب مني وشوف هعمل فيها إيه.. ثارت زعابيب ڠضبها.. فأمسك كفيها يقبلها 

سيلي اهدي حبيبي.. انا بحاول الاقي مخرج مش أكتر 

بلعت غصة بجوفها منعتها من التنفس فأردفت بنبرة مبطنة بالبكاء 

يونس أنا بحاول أضغط على نفسي قدامها وهي كل شوية تقولي يونس بيكلمني وبيجبلي و.. وو 

وضعت كفيها على وجهها وانخرطت بالبكاء 

صعب أتحمل واحدة عمال تتغزل في حبيبي.. كتير اوي على

 

قلبي بجد حرام اللي بيحصلي دا 

توقف بالسيارة على جانب الطريق.. عندما وجد إنهيارها.. دمى قلبه لحالتها.. جذبها بقوة لأحضانه كأنها ستتركه وترحل وبدا ينطق بصوتا ممزوج بمشاعره

سيلي حبيبي.. عارف إنك في موقف صعب.. لكن صدقيني الفترة دي مش هطول... أخرجها من أحضانها وحضن وجهها بين كفيه

أنا مقدرش أبعد عنك.. إنت عارفة إنت إيه بالنسبالي.. أنا بحبك پجنون 

امسك كفيها ووضعها موضع نبض قلبه 

دا ملكك إنت وبس.. مستحيل ينبض لحد غير سيلين.... ابتسم لها ومسح عبراتها التي كوت قلبه وأردف

حب عشر سنين.. تخيلي كدا ممكن أن أتخلى عن حب مكنون في قلبي من عشر سنين.. إنت كنتي بذرة ودلوقتي شجرة اتفرعتي جوايا 

حاوطها بنظراته المحبة لقلبها.. عايز اشوف ابتسامة حبيبي 

ابتمست حتى لمعت عيناها... وضع جبينه فوق جبينها وهمس 

بمۏت فيك ياطفلة يونس وعشق قلبه 

في مزرعة يحيى الكومي 

تجلس بين الزروع وتأخذ بعض الشتلات النباتية لفحصها.. كان يتماطى جواده.. رآها وهو عائدا من جولة صباحية.. اتجه لحظيرة الخيول.. واضعا جواده بمكانه ثم إتجه إليها... وصل إليها ولكنه دون إنتباها 

ظل يتطلع عليها بنظراته الحزينة على حب طفولته وصباه ولكن كان للقدر رأي آخر 

أمسكت زهرة من بعض الزهور التي تحاوطها ثم استنشقت عبيرها وهي تغلق عيناها بإستمتاع لرائحتها العبقة 

ياريتني مكانها.. هزة اصابت جسدها واتجهت بنظرها مدهوشة من وجوده بل لما سمعته ملجمة اللسان تستطيع النطق او النظر إليه.. ولكنها ابعدت بنظرها عن مجرى نظراته. 

خطى بخطوات متمهلة عكس دقات قلبها التي ارتفعت بصدرها.. حتى وصل ولم يفصل بينهما سوى خطوة واحدة 

مبترديش عليا ليه! قالها نوح وهو يطالعها بإشتياق 

استدارت تواليه ظهرها وعبرة غائرة على وجنتيها مسحتها سريعا ثم أردفت متسائلة

مش فاهمة قصدك يادكتور.. خطى حتى وصل بمقابلتها ونظر لمقلتيها 

عايز اعرف ايه اللي حصل يوم الحفلة يا اسما من يوميها وإنت متغيرة 

قالها متصلب أنظاره عليها.. اما هي فكأن كلماتها هوت فوق رأسها كالماء الساخن وشعرت وكأن الأرض تموج من تحت قدميها ورغم ماشعرت به 

فركت كفيها وهي تتهرب بنظراتها بجميع الاتجاهات ثم اردفت بصوتا مهزوز بعض الشئ 

معرفش تقصد ايه... 

ضحك ضحكة مستهزئة واتجه إليها يرمقها 

بجد!! متعرفيش قصدي... أسبلت جفنيها تحاول الثبات امامه.. ساد صمتها مما جعله يأخذ نفسا عميقا حتى استمعت إليه 

تمام ياباشمهندسة.. مترجعيش ټعيطي بعد كدا.. قالها ثم تحرك للخارج 

في مكتب راكان 

دلف للمكتب وهو يكور قبضته بقوة.. ثم ضربها بقوة بجدار الغرفة حتى يخرج غضبه الذي اشعلته تلك المرأة.. أحړقته بكبريائها وشموخها.. بدا وقلبه يضخ نيران وليس دما.. ثار وثار إلى أن فقد توازنه 

اتجه لمكتبه وكلما تذكر حديثه.. تزداد نيران صدره إشتعالا بثورانها.. طاحت يمينه بكل ماقابله على المكتب.. وهو يمسح على وجهه پغضب 

قام بفتح زر قميصه الأبيض بعدما خلع جاكيت بدلته.. وبدأ يزرع المكان ذهابا وإيابا كالأسد الجائع. يود لو يصفعها بقوة على فمها حتى يخرصها.. 

لحظات بل دقائق وهو يحاول ضبط أعصابه كي لا يخرج إليها مرة أخرج.. جلس مطبقا على جفنيه بقوة.. لحظة اثنين وكلماتها نخرت قلبه بشدة.. بل كانت كزجاج تشحذ طبقات صدره 

ليه ياليلى.. بعد دا كله وجاية تدبحيني بكلماتك.. أغمض عيناه محاولا سحب نفسا

 

30  31  32 

انت في الصفحة 31 من 439 صفحات