السبت 21 ديسمبر 2024

روايه للكاتبه سيلا وليد

انت في الصفحة 80 من 439 صفحات

موقع أيام نيوز

 

متجها لسيارتهتوقف أحد الأشخاص أمامه وتحدث إليه بوقار

حضرتك حضرة وكيل النيابة راكان البنداري 

أومأ برأسه وهو يدقق النظر لملامحه فبسط الرجل يديه وأعطاه مظروفا 

الظرف دا بأسم حضرتك واللي باعته يتسلم لحضرتك شخصيا 

ضيق عيناه متسائلا 

إنت شغال هنا ! تسائل بها راكان ..هز الرجل رأسه وأجابه متوترا 

أيوة يافندم ..ظل راكان يطالعه بصمت ثم أشار بعينيه لتحرك 

أمسك المظروف وقام بفتحه وأحدهما يراقبه من على بعد مسافة ...قوس فمه بسخرية وتحرك وهو يغلق المظروف ...نظر الرجل الذي يراقبه مستغربا فقام الأتصال بأحدهما 

دا ماتهزش من حاجة قفله ومشي ولا كأنه شاف حاجة 

على الجانب الآخر كان يجلس يستمع له بإهتمام تأفف بضيق من فشل مؤامرته ورغم ذلك تحدث

هو حويط بس أكيد اتأثر المهم خليك بعيد عنه ممكن تكون خدعة منه علشان يعرف مين اللي بيلعب بيه 

استقل سيارته وهو ينظر بجميع الأتجاهات ثورة حاړقة اندلعت بجوفه وهو يكور كفيه ضاغطا على أعصابه حتى ظهرت عروق رقبته 

فتحرك بسيارته وهو يتحدث بهاتفه

حمزة نص ساعة وتكون عندي في العنوان اللي هبعتهولك ومعاك ورقة الجواز 

إيه اللي حصل ياراكان مكنش متفقين على كدا دلوقتي ...أخذ يتنفس بهدوء وهو ينظر بمرآة سيارته 

معرفش حد بيلعب معايا وعايز يشغلني بموضوع تافه فأنا هرد عليه بس ..مفرقتش الشهر دا من اللي بعده المهم انا هسبقك وأعرف الدنيا فيها إيه واعتراف كامل من الزفتة دي وحياة ربنا لدفعهم التمن غالي 

قالها عندما شعر بثورة حاړقة بأوردته تريد أن تلتهم احشائه من الداخل 

خلاص أهدى ياراكان وإن شاء الله هنعمل اللي انت عايزه .. 

وصل بعد قليل لمبني ضخم بأحد الأحياء الراقية ..ترجل من سيارته وارتدى نظارته وتحرك بشموخ وهيبته المعتادة ..طافت عينيه

المكان بملامح ثابتة جامدة وتحرك متجها للمبنى ..دلف للمصعد وخلال دقيقة صعد للطابق السابع .. 

فتح الباب وطلت تلك الحرباء متصنمة بوقفتها وتوسعت عيناها من الصدمة عندما وجدته يقف بهيئته أمامها 

راكان رددتها بشفتين مرتجفتين وجسدا ينتفض رعبامن نظراته التي أوحت لها بأن القادم مهلك لا محاولة 

توقف يرمقها بسخرية فأردف 

إيه مفيش أتفضل ياحبيبي ولا كلمة حبيبي مبتقلش غير في الشركات 

تصلبت تعابير وجهها فهزت رأسها بعد لحظة من التدقيق بملامحه 

لا ياحبيبي مش قادرة أصدق إنك قدامي في بيتي ...دلف للداخل بخطواته الثابتة وهو يجيبها 

قصدك دا اللي كان مفروض بيتنا مش كدادا تمن خېانتك ليا 

فركت كفيها وتحدثت بتقطع 

ليه مش عايز تنسى ياراكان ...جيتلك كتير وزي ماانت ...تحركت وتوقفت أمامه ثم سحبت كفيه تضمه

انا كنت غبية ومقدرتش النعمة اللي كانت معايا صدقني مقدرتش أنساك ولا احب بعد 

امال بجسده وهو يحدقها 

حلا هو أنت لسة بنت ...صاعقة أصابت جسدها حتى فقدت اتزانها واستدارت تواليه ظهرها 

إيه اللي بتقوله دا إزاي تسأل وكأنك متعرفنيش أنا لسة بيحبك 

جلس على المقعد وهو يطالعها بغموض ثم أخرج تبغه يشعله بهدوء ورغم هدوئه الذي يظهر عليه إلا داخله ېحترق بنيران مثلما ېحترق تبغه ... 

چثت على ركبتيها أمامه تضم كفيه وطالعته 

راكان قول إنك جاي علشان نرجع تاني لبعض مش كدا حبيبي 

نفث دخان تبغه بوجهها وأمال برأسه ثم تسائل

هو إنت حبتيني بجد ياحلا!

ترقرق الدمع بعيناها وضمت كفيه ووضعتهما موضع نبضها وتحدثت

وحياة ربنا حبيتك وحبيتك قوي كمان لكن الظروف كانت أقوى مني ..هز رأسه وكأنه يحاول أن يصدق حديثه ..ألقى بتبغه ثم توقف ودعسه بحذائه وتحرك بخطوتين يضع يديه بجيب بنطاله ينظر من الشرفة

 

للخارج وتحدث

تعرفي إنك وجعتيني قوي لدرجة بقيت ماأحسش بالۏجع بعدها أستدار يشملها بنظرة ماكرة 

أصلك ماتتنسيش ياحلا عارفة ليه ...أشار لقلبه وأكمل مسترسلا

بيقولوا ومالحب إلا للحبيب الأولي تفتكري هعرف أحب تاني بعد ماحبيتك قوي ودوست عليا قوي ...ذهب بذاكرته لذاك اليوم وتحدث

خلتيني مسخرة وحديث السوشيال العريس اللي هربت عروسه يوم زفافهما مع عشيقها 

تنهد بحزن وأكمل

وطبعا كل واحد بقى يطلع قصصليه العروسة هربت من عريس زي راكان البنداري غير انها وجدت الأحسن والاغنى...تحركت وألقت نفسها بأحضانه 

راكان سامحني والله ماكان قصدي ..متعرفش عملوا فيا إيه ..دول خطفوا أمي وكانوا هيموتها لو كنت اتجوزتك 

 

أومأ برأسه وتمنى لو تلك الفترة مسحت بالكامل من الذاكرة ...أعاد يجلس وأشار بعينيه أن تجلس 

دلوقتي هندفن الماضي ياحلا وكأنه محصلش بس بشروطي أنا وقبل ماتجاوبي 

الماضي هيندفن وللأبد ومش بس كدا هنتجوز لفترة معينة وكل اللي هتطلبه عندك ومټخافيش هعرف أقدرك كويس ..راقبته بعيون مرتعشة وأنفاسا تعلو وتهبط من شدة إضطرابها ..فتحدتث بتقطع 

مش فاهمة قصدك ياراكان!

قالتها بعدما ابتعدت وأولته ظهرها وهي تفرك كفيها ..تقلص المسافة بينهما ووقف أمامها وهو ينظر إليها بغموض 

قصدي هعوضك على شغلك مع توفيق باشا 

جحظت عيناها من الصدمة فارتبكت بوقفتها وفقدت الكلام مبتعدة من مدى نظره..لحظات حتى لملمت شتات نفسها فتحدثت

إيه اللي بتقوله دا ..هز رأسه وهو يدور حولها ينظر بساعة يديه 

مش وقت أسئلة وصدمة ياحلا دلوقتي موافقة عن جوازنا لمدة محدودة وبشروطي ولا لا 

توقفت خطواتها واتسعت عيناها تجيبه

إنت عايز الرد دلوقتي ياراكي مش تسبني أفكر 

لا ...مفيش تفكير ..قالها

 

79  80  81 

انت في الصفحة 80 من 439 صفحات