السبت 21 ديسمبر 2024

روايه للكاتبه سيلا وليد

انت في الصفحة 83 من 439 صفحات

موقع أيام نيوز

 

الناس بالشوارع ..ثم رفع نظره للسماء الملبدة بالغيوم ويختفي القمر خلفها ..ابتسم بسخرية حيث شبه بالقمر الذي اختفى منه خلف الغيوم ...همس لنفسه 

كنت عارف هتعاقب عقاپ كبير من ربنا بس عمري ماتوقعت العقاپ يكون صعب قوي كدا ..يارب عارف اني عبد مهمل لايصلح لقبول دعائه ولكن رحمتك وسعت كل شيئا 

أطبق على جفنيه وهو يضع يديه على شقه الأيسر الذي كاد أن يتوقف من الألم 

مش طالب غير أنك تشيل ۏجع قلبي يارب ريح قلبي وابعده عن الظلمات...قالها بقلبا مؤلم ووجه حزين ...ربت سليم على كتفه واستدار يقف أمامه 

انا مش هلومك ياراكان ولا هقولك ليه عملت كدا بس هقولك عمري ماشفتك ضعيف كدا ياراكان ...ملقتش غير حلا اللي كسرتك 

حاول رسم إبتسامة على وجهه وأجابه 

انا معدش فيا رجا ...يعني حلا زيها زي غيرها مش هتفرق ..وبعدين دي مش جديدة عليا ياسليم ماانت عارف اللي بتعجبني بتجوزها 

مط سليم شفتيه وأردف

هحاول أصدق تمثيلك ياراكان ..جذبه راكان لأحضانه يربت على ظهره 

المهم مبروك ياحبيبي وعقبال لما تجبلي بيبي يقولي ياعمو ..أخرجه وتمنى لو ېصرخ من أعماق قلبه لتزهق روحه بعدها ...حينما ابتسم سليم وتحدث مؤكدا 

اجهز بس علشان تربيه ...أنا مش هأمن لتوفيق يربيه بقولك أهو ..لازم يتربى زي مااتربينا...لكزه راكان وهو يحاول السيطرة على نفسه 

هو إحنا اتربينا يلآ ..مش فاكرظلوا يتحدثون لبعض الوقت حتى وصلت ليلى وهي تنظر إلى سليم 

أنا جاهزة ياسليم ياله علشان منتأخرش ..تشابكت الأيدي أمامه وهو يطالع أخيه

هنروح نتعشى برة ...أخيرا هنخرج لوحدنا يااااه دا الواحد ماصدق ..نظر إلى ليلى التي تهرب بأنظارها 

ولازم نحتفل يالولا دلوقتي إنت حرم سليم البنداري 

ابتسمت له إبتسامة هادئة 

طيب ياسليم باشا ممكن نمشي وبعدين نشوف موضوع حرمك دي بعدين..جحظت عيناه وهو يرمقها بنظرات ذات مغذى

لا ياحبيبتي دا صلب الموضوع..إنت مراتي دلوقتي..فاهمة معنى الكلمة ...توردت وجنتيها من مغذى حديثه فتركت كفيه وخرجت سريعا مردفة

سليم هستناك برة ..جذب راكان يديه 

بلاش تحرجها بالكلام دا ياسليم ليلى تربيتها مش زينا ..ضحك سليم وتذكر كلماتها 

تعرف قالتلي كدا...قالت أنا

 

بضايق جدا من طريقتكم بالتعامل مع نورسين ..مفيش بينكم رابط علشان تكون قريبة كدا لحد التلامسپتكره دا جدا .. متخافش الكام مرة اللي قعدت معاها فيهم فيه حاجات كتيرة عرفتها مكنتش واخد بالي منها ...قالها سليم متحركا إليها ..بينما راكان الذي وقف يتابع المارة وجدهما متجهين لسيارة أخيه وهو يضم خصرها وابتسامة على وجههما وان دلت فتدل كم يعشقان بعضهما البعض 

حاول سحب بعض الهواء الذي شعر بإنسحابه بالكامل ومايشعر به سوى الاختناق.. حاول أن يفعل شيئا محاولا نسيان مايؤلم قلبه ويوقف خفقانه القوي بصدره ..قاطع حالته وصول حلا إليه وضعت رأسها على كتفه 

هنفضل هنا كتير أنا زهقت ..وصلت زينب إليهما...لم تنظر لتلك الحرباء كما وصفتها واتجهت بأنظارها إليه

إحنا هنمشي أخوك خد عروسته وراح يسهر .مااعتقدش وجودنا له لزوم .. 

يعلم من حديث والدته أنها غاضبة منه ..ولكن عليها التريث حتى ينهي مخططه 

مين هيوصلكممعاكي السواق ولا بابا هيروح معاكم ..تحركت وهي تتحدث 

ابوك معانا ..زفر پغضب وهو ينظر لحلا 

يلا إحنا كمان هنمشي...بعد فترة وقف يونس أمام سيارة عمه 

عمو أسعد بعد إذنك هاخد سيلين معايا في عربيتي ...توجهت سيلين لسيارة والدها وفتحتها پغضب ثم تحدثت

انا مش هركب غير عربية بابا...استقلتها بالخلف بجوار والدتها ..وصل إليها يحاول إخراجها رغم عنها ولكن صاحت زينب 

ابعد ايدك يايونس ومش معنى إنك رفض تكتب على بنت عمك يبقى كدا بترضينا روح شوف واحدة زي اللي ابن عمك اتجوزها وصل إليهم أسعد وتسائل بحيرة 

مالكم فيه إيه وليه سيلين رافضة تركب مع يونس 

أجابته سيلين سريعا

محتاجة ماما في موضوع مهم يابابا اومأ رأسه وهو ينظر ليونس ..خلاص يايونس روح إنت وأحنا وراك ...تحرك الجميع بسيارتهم .. 

بسم الله الرحمن الرحيم 

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم 

عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

البارت التاسع

لماذا ...

من بين آلاف الأرواح التي ... تعبرنا ..

لا نسقط إلا ...على حب الروح التي لن ...

نسكن إليها إلا في ... غفوتنا .. !!

لماذا ..

من بين كل الوجوه التي طرقت أبوابنا ..

لا نفتح ... سوى لوجه ... لا نملك

أن نتأمل ملامحه الا بشق الأنفس .. !!

لماذا ..

من بين كل الأكتاف الملاصقة لنا

لا نسقط رأسنا إلا ..على كتف بيننا وبينه مسافة ..

الأرض والسماء ... والاحتمالات ..

لماذا ..

جاء الإنجذاب للآخر متاخرا ..

... قويا ..... مستحيلا ... 

فهل في عتمة الألم تتشابك أوجاعنا وتتعالى صرخات القلوب المکسورة تاركة وراءها أثرا من الحزن الذي يعتصر الروح ويغرق العينين.

راكان_البنداري

قبل عدة ساعات 

خرج من مكتبه بالنيابة متجها لسيارتهتوقف أحد الأشخاص أمامه وتحدث إليه بوقار

حضرتك حضرة وكيل النيابة راكان البنداري 

أومأ برأسه وهو يدقق النظر لملامحه فبسط الرجل يديه وأعطاه مظروفا 

الظرف دا بأسم حضرتك واللي باعته يتسلم لحضرتك شخصيا 

ضيق عيناه متسائلا 

إنت شغال هنا ! تسائل بها راكان ..هز الرجل رأسه وأجابه متوترا 

أيوة يافندم ..ظل راكان يطالعه بصمت ثم أشار

 

82  83  84 

انت في الصفحة 83 من 439 صفحات