روايه رائعه كامله الفصول بقلم لميس عبد الوهاب
غيرك كان جرالها ايه ...ربنا يبارك فيك ويجازيك كل خير
ادهم بهدوء
_متقولش كدة يا حاج عبد العزيز ..صدقني انا بعتبرها أمي فعلا
عبد العزيز وهو يربت على كتفه
_عارف يابني عارف ...بس اللي شاغلني دلوقتي ازاي هسيبها لوحدها تاني وانا بنتي مسافرة فا مينفعش تقعد عندي في بيتي
ادهم بجدية
_متقلقش حضرتك انا فكرت وحليت المشكلة دي .....اتكلمت مع ممرضة من هنا هتقعد معاها مدة عشان مواعيد علاجها وكدة واتكلمت مع زميل ليا هنا اتصرف واتفق مع ست كبيرة هتقعد معاها تشوف طلباتها وتخدمها وتونسها في نفس الوقت
_ربنا يبارك فيك يابني والله لو ابنها ما هيفكر في كل ده ..عموما يا بني شوف حساب الممرضة والست التانية وانا جاهز من جنية لمېت الف
ادهم بضيق
_عيب يا حاج عبد العزيز الكلام ده ...هو حضرتك مستقل بيا ولا ايه ...بقول لحضرتك أمي ....تفتكر هاخد فلوس من حضرتك عشانها ..انت شايفها حلوة بحقي
_عندك حق يا بني ..صحيح معرفة الرجال كنوز ..وانت كنز يا بني وانا مش ناوي افرط فيك
فنظر له ادهم بدهشة فلم يفهم منه شيء ولكنه اضطر للمغادرة لمتابعة حالاته ...وطبعا ما حدث لم تعلم به نجلاء او مدحت حتى لا يقلقوا عليها وهذا كان بتنبيه شديد الصرامة منها والذي استغله ادهم ليجبرها على الموافقة على ملازمة السيدتين لها هذا بالاضافة لمتابعة ادهم المستمرة لها يوميا للاطمئنان على حالتها الصحية
ذلك التغيير الذي ادهش ابراهيم كثيرا وحاول التفكير بمبررات تلك الانطفاءة التي تعرضت لها شمعته الوحيدة وبرعم بستان حياته حاول الحديث مع رقية واحمد وادهم ولم يصل لشيء فلجأ للدعاء بقلب اب قلق على وردته ان يحميها الله ويزيل عنها قشرتها الصامدة تلك لتعود زهرته لسابق عهدها
ابراهيم بقلق
_السلام عليكم مين معايا
اتاه صوت بكاء وحشرجة من الطرف الاخر لم يفهم منها شيء فانفعل على محدثته
_انت مين يا بنتي وطالبانا الميعاد ده ليه
الفتاة باكيه
فانقبض قلبه وتحدث فزعا
_مها !..في ايه مالك بټعيطي ليه ابوكي فين هو كويس ردي عليا يا بنتي قلبي هيقف
ولكن ليس قلب ابراهيم فقط من كاد يتوقف فهناك عاشق على بعد انشات منه تصارعت نبضات قلبه لمجرد ذكر اسمها وتوقف به الزمان وهو ينطق اسمها متلذذا به بين شفتيه ولكنه عاد من شروده على انفعال والده وصراخه على حبيبته فاراد تناول سماعة الهاتف من والده ولكن ابراهيم اوقفه بنظرة صارمةقلب الرفاعي بقلمي لميس عبد الوهاب جمدته فاعاد يديه لجانبه بينما حاول ابراهيم تهدئة نفسه ليستطيع فهم مها فالصړاخ لن يزيدها سوى بكاء
_بابا تعبان ياعمي احنا في المستشفى من امبارح ومش عارفة اتصرف لوحدي
فصړخ بها منفعلا
_ومتصلتيش بيا ليه من امبارح عموما اديني العنوان ومسافة السكة وهكون عندك مټخافيش
اغلق الهاتف وفي قلبه دعاء صامت ان يكون اخيه الوحيد شريف بخير ....لا ليس اخيه بل ابنه البكري ولكنه افاق
من شروده على يد احمد تربت على كتفه هاتفا
_بابا مالك بقالي مدة بكلمك وانت مش معايا خالص في ايه عمي شريف ماله
ابراهيم بعد ان استعاد جزء من رشده
_عمك تعبان وفي المستشفى من امبارح .... بسرعة يا بني غير هدومك عشان نلحق نروح لهم ...يا لا يا رقية
رقية بلا مبالاة
_لا معلش انا مش جاية معاكم ....البيت اللي اتهانت واطردت منه مش هرجعه تاني
ابراهيم پغضب
_مش وقته الكلام ده اخويا تعبان ولازم كلنا نكون جنبه ده اخويا الوحيد يا رقية
رقية بهدوء
_ولو... بردوا مش هروح
وقبل ان ينفعل عليها غاضبا تحدثت ياسمين بهدوء هي الاخرى
_ولا انا يا بابا ينفع اجي معاكم ..فيه صفقات المفروض هنمضيها الاسبوع ده غير باقي الشغل هيتعطل
فنظر اليها ذاهلا اتلك صغيرته الرقيقة صارت كقطعة من القطب الشمالي ولكنه تنبه لاحمد الذي كان قد غادرهم وابدل ملابسه سريعا وهو يستحثه على الاسراع هاتفا
_بابا سيب ياسمين تتابع الشركة واهي ماما معاها هنا ولو احتاجت حاجة في الشغل تبقى تكلمك وخلينا احنا نلحق طريقنا
فلم يكن له من اختيار فاوما براسه واسرع لغرفته ليبدل ملابسه هو الاخر ويلحق بابنه الذي اسرع ليخرج سيارته من جراج الفيلا وهو يتمتم مع نفسه هامسا
_والله يا ماما
احسن حاجة عملتيها انك مش هتيجي ...مها اكيد نفسيتها تعبانة ومش حمل