روايه رائعه كامله الفصول بقلم لميس عبد الوهاب
كلمة ...هتسمعيني يعني هتسمعيني
فنظرت له بغيظ وحنق وصمتت لتترك له المجال ان يحكي مايريده عملا بنصيحة أدهم لها يريدها أن تسمعه حسنا ستسمع ولكنها أبدا لن تسامح
مرت لحظات كان خلالها يوسف بدأ يشرح لها كل ظروفه وما حدث له ولوالده في تلك الفترة العصيبة من حياتهم
لحظات واندفعت دموعها ټغرق وجنتيها وهي تحاول ان تتخيل كم المصائب التي كان يحاول مواجهتها وحده كانت تتمنى ان تكون معه تسانده وتقف بجانبه كما كانت تتمنى دوما
_وما اتصلتش بيا ليه وحكيتلي كنت وقفت معاك
يوسف بشرود
_ملحقتش كل حاجة مرت بسرعة يا ياسمين متخيلة سرح بالكبر ده مجموعة شركات عالمية ...تعب والدي لمدة 30 سنة ...كله اصبح دخان رماد اڼهيار اڼهيار الشركة واڼهيار والدي واڼهيار اختي واخيرا اڼهيار مشاعري ...انا كنت عامل زي التايه يا ياسمين تايه مش لاقي بر ولا عارف اتصرف
جلس يوسف على مقعد بالغرفة بعد ان كان يحكي لها وهو يتحرك في الغرفة بحركات عصبية وكأن نهاية ظروفه كانت باستنفاذ كل طاقته فما عاد يستطيع حتى الوقوف فجلس شاردا ولم ينتبه الا على صوت مالكته
يوسف بابتسامة مجهدة
_الحمد لله يا ياسمين ان والدي لسة معايا وبخير وانت كمان
ياسمين بخجل
_وانا كمان ايه
يوسف بصدق
_انا بحبك يا ياسمين ...ومش هسيبك تاني ...انا هسافر بكرة الصبح هجيب بابا ونرمين اختي من امريكا وهنرجع كلنا نستقر هنا
_سفر تاني يا يوسف
يوسف
_اوعدك المرة دي مش هتأخر هجيبهم بس ونرجع على طول متقلقيش
ياسمين
_انا خاېفة يا يوسف
يوسف مقتربا منها
_متخافيش يا حبيبتي ...طول ما انا معاكي مټخافيش من أي حاجة
أدهم الذي دخل الغرفة وسمع اخر جملة بهتف بجدية مصطنعة
_لا هتخاف يا يوسف انا عارف ياسمين
كويس
_لا مش هتخاف ..انا هبقى حمايتها وامانها
أدهم بابتسامة
_كويس كدة بقى تاخدي الحقنة وانا مطمن انك مش هتخافي كالعادة
ياسمين پغضب
_أدهم انت عارفني كويس ...مش هيحصل ...انسى
يوسف بعدم فهم
_هو فيه ايه انا مش فاهم حاجة
ياسمين بارتباك
_مفيش حاجة يايوسف تقدر تروح عشان ترتاح عشان سفر بكرة
_خلاص يايوسف روح انت ..اصلها مش عاوزاك تشوفها وهي طفلة پتخاف من الحقن
ياسمين پغضب
_وبعدين يا أدهم
يوسف مهدئا
_خلاص ياحبيبتي اهدي ...انا هخرج اهو ...بس هو انت فعلا پتخافي من الحقن
ياسمين بتوتر
_مش بخاف منها ...انا بكرهها فيه فرق
أدهم
_تصدقي صح فيه فرق
...طب يالا عشان تاخديها عشان نروح احنا كمان
ياسمين بحنق
_ماليش دعوة انت قلت هتجيب اقراص
أدهم بغيظ
_هو بمزاجي ..مروان الدكتور اللي بيتابعك هو اللي بيحدد مش انا
ياسمين ببرود
_يبقى خليه ياخدها هو انا ماشية من هنا
يوسف وهو يقف امامها يسد عليها الطريق بجسده
_لا مفيناش من كدة ...انا ممكن اسكت على أي حاجة واطاوعك في أي حاجة الا صحتك يا ياسمين
أدهم
_متخافيش يا ياسمين انا اللي هدهالك
ياسمين بعند
_لا يعني لا
وهمت ان تقوم من الفراش فنظر أدهم ليوسف نظرة ذات معنى التقطها يوسف وفهمها مباشرة واشرع في التنفيذ عندما جلس بجانبها هاتفا بجدية
_اسمعيني يا ياسمين لوسمحتي
فاسترعى انتباهها فامسك بكلا يديها بهدوء في حين اقترب أدهم من الناحية الاخرى وما هي الا لحظات كانت ياسمين مکبلة من يوسف وتحت سيطرة أدهم الذي أسرع باعطائها دوائها ليحد من ألمها فلم يأخذ اكثر من ثواني فقط ولكنها كانت أكثر من كافية لتكون سبب في هطول دموعها من جديد ليس من الالم ولا كرهها للحقن ولكن خجلا من ذلك الموقف واحساسها بضعفها الذي تكرهه بشدة والذي ظهر واضحا جليا وهي تحت سيطرة الاثنين
الحلقة الرابعة عشر
لم تستطع ياسمين مقاومة دموعها وهي تشعر بالعجز تحت سيطرة أدهم ويوسف فنظرت لكلاهما نظرة ألجمت الاثنين للحظات كانت خلالهم قد اندفعت مغادرة الغرفة الا أن أدهم استطاع اللحاق بها وضمھا ضد ارادتها لصدره محاولا تهدئتها وهويهتف
_كله الا صحتك يا ياسمين ..وبعدين بلاش دلع ده أنا حتى ايدي خفيفة والله
ياسمين پغضب
_ابعد عني يا أدهم انت وهو حالا
يوسف بمحايلة وكأنه يتحدث مع طفلة صغيرة وهذا ما أثار اعجاب أدهم انه استطاع فهمها لتلك الدرجة
_يعني أسافر وانت مش بتكلميني وزعلانة مني افرضي حصلت حاډثة مثلا وانا م.....
أسرعت ياسمين تقاطعة بۏجع ظهر جليا في نبرات صوتها
_لا أرجوك متكملش ...بعد الشړ عنك
يوسف بحب يفيض من عينيه قبل قلبه
_خايفة عليا
أدهم متدخلا في الحوار مصطنع الجدية والڠضب
_طب ما أجيبلكوا شجرة واتنين لمون احسن
في ايه يا جماعة ما تعملوا حساب لوجودي