روايه رائعه كامله الفصول بقلم لميس عبد الوهاب
مها بتعب
_والله ما قادرة صدقني
احمد وهو يضع الصينية جانبا
_خلاص انت اللي اخترتي
مها بتوجس
_انت هتعمل ايه يا احمد
احمد غامزا
_ولا حاجة هنشوف بس الموضوع بتاعنا ده اللي متأجل من اسبوع
مها باندفاع
_لالالا احمد انت اټجننت احنا في المستشفى
احمد بجدية زائفة
مها مقاطعة وهي تجذب الصينية امامها
_لا خلاص باكل آهو
وشرعت في تناول الطعام من يده فضحك بشدة عليها وهو يهمس لها غامزا
_ايوة كدة ناس متجيش الا بالعين الحمرا وال.....
مها مقاطعة بخجل
_احمد خلاص
فضحك احمد وكذلك هي وتابع اطعامها بيده في جو من المرح حتى هتف بها
_يا لا عشان تاخدي علاجك ولا ....
مها بطاعة
_لا خلاص نادي الممرضة خليها تيجي تديني العلاج
احمد رافعا حاجبه
_وانادي الممرضة ليه ان شاء الله هو انا مش دكتور ولا حضرتك شيفاني ميكانيكي مثلا
مها بخجل ووجه كحبة الطماطم
_احمد العلاج كله حقن روح نادي الممرضة
احمد بعند
فنظرت مها لخلف احمد الجالس امامها وقالت بانفعال كاذب
مها
_اتفضل ياعمي شوف عمايل ابنك
فالټفت احمد لوالده ولكنه لم يجد احد خلفه ليعود ينظر لمها فلم يجدها فقد استغلت الفرصة وابتعدت عنه لاخر الغرفة
مها ضاحكة
_احمد اعقل عشان خاطري
_انت بتضحكي عليا يا مها طب والله ما أنا سايبك
وظل يدور بالغرفة حولها محاولا امساكها وهي تحاول الهروب من بين يديه وتحيطهما حالة من المرح والضحك تمنى كلاهما الا تنتهي ابدا حتى شعرت مها بدوار خفيف جعلها تثبت مكانها فتمكن احمد من امساكها بين يديه وضمھا لصدره طرقت الممرضة الباب فابتعد عنها على الفور وسمح للممرضة بالدخول واوصاها ان تظل معها وتعمل على رعايتها حتى ينتهى هو من عمله وعادت مها للفراش من جديد خرج احمد من الغرفة لمزاولة عمله وكلاهما يشعر بالسعادة من تللك اللحظات البسيطة التي جددت احساس كل منهما بالاخر
شعر بفرحتهما معا ودعا الله من قلبه ان يديم عليهما تلك السعادة .
في صباح اليوم التالي كان غارقا في افكاره بتلك الفتاة التي استطاعت ببراءتها ان تسلبه لبه بلا جدال ولكنه عاد لرشده على طرقات على باب مكتبه فتنحنح قليلا ثم سمح للطارق بالدخول
عبد العزيز
أدهم بابتسامة وهو يقف لاستقباله
_صباح الخير يا حاج اتفضل ...أخبار هدى ايه
عبد العزيز بحزن
_صحيت من بدري على نفس الألم
أدهم وهو يهم بخلع مئزره الطبي
_حالا هاجي مع حضرتك اشوفها ...بس عموما احنا بنجهز غرفة العمليات قدامها ساعة بالكتير وتدخل متقلقش ان شاء الله خير
عبد العزيز بتعجب
_ربنا يستر ويسلم بس انت خارج ولا حاجة
أدهم
_لا أبدا أنا جاي معاك أشوفها ...ليه السؤال ده
عبد العزيز
_اصل لقيتك خلعت البالطو قلت يمكن خارج ولا حاجة
أدهم بنظرة ذات معنى
_لا ابدا بس مش عاوز هدى تقلق مني انت عارف هي بتكرة الدكاترة والحقن اد ايه
عبد العزيز بحرج وامتنان بالغ
_ربنا يباركلك يابني ...وان شاء الله لما تخلص العملية على خير واطمن على هدى هفهمك كل حاجة
ادهم
_ان شاء الله اتفضل حضرتك
وتوجها الاثنان لغرفة هدى والتي لاحظ أدهم ان ۏجعها قد زاد عن أمس وهذا ماجعله يسرع أكثر بتجهيزها دون أن تعلم
ادهم
_صباح الخير يا هدى اخبارك ايه النهاردة
هدى بتعب شديد
_مش قادرة خالص الۏجع بيزيد اكتر من امبارح
أدهم وهو يمسح على شعرها بحنان
_معلش حبيبتي كلها شوية وهديكي حقنة زي امبارح هتضيع الۏجع على طول
هدى
_بجد ...يعني مش هتوجعني ولا ټموتني
ادهم
_لا خالص بعد الشړ عليكي معنتيش تقولي كدة ماشي ..وبعدين انا مش وعدتك امبارح ووفيت
هدى ببراءة
_لا وعدتني وخلفت
ادهم بتعجب
_انا يا هدى
هدى
_اه ...انت قلت انك هتجيبلي شيكولاته ...ها جبت
ادهم ضاحكا
_لا في دي عندك حق انا كدة خلفت وعدي ولازم اتعاقب كمان
هدى
_لا خلاص بس توعدني تجيبلي بجد بقى
ادهم مبتسما
_ماشي ياستي حاضر ...طب ايه رايك في
دي
واخرج من جيبه قالب من الشيكولاته كبير الحجم فما ان رأته هدى حتى نسيت تماما ما يمر بها من ألم واخذته منه وهي تسرع اليه لتحتضنه وتتعلق برقبته وهنا تعجب أدهم من فعلتها ولكنه لم يجد في نفسه الا ان احكم ذراعيه حولها واحتضنها بقوة وكأنما يحتضنها بقلبه وبين ضلوعه
أما عبد العزيز وفاطمة اللذان تابعا الحوارمن بدايته فقد تملك الذهول منهما وخاصة انهما يعرفان جيدا طبيعة هدى الانطوائية وهذا ما أثار دهشتهما متى فتحت له قلبها وعقلها بل متى تعلقت به من الاساس
وكأن كلاهما لا يعرفان أن قلوبنا بين