روايه رائعه كامله الفصول بقلم لميس عبد الوهاب
ادمعت عيناه وما عاد استطاع التوقف
مدحت بغيظ
_انت بتضحك على ايه !...طبعا ما انت متعرفش الحاج عبد العزيز ...دلوقتي تشوفه يا اخويا وابقى وريني هتضحك كدة لحد امتى
وهنا دق جرس الباب
لينتفض مدحت من مكانه بينما اسرعت الحاجة فاطمة لتفتح الباب وترحب بالحاج عبد العزيز
رجل كبير في اواخر العقد السادس من عمره ضخم البنية واضح عليه الوقار والقوة ذات صوت جهوري حاد وعيون صقر جارح تنفذ لروح من يقابلها لتسبر اغواره بسهولة ويسر له من الهيبة مايزلزل قلوب اعتى الرجال
عندما نظر اليه ادهم والحاجة فاطمة تعرفهما ببعض اخفق قلبه بين ضلوعه بل وعذر مدحت على توتره من ذلك الرجل الضخم متجهم الملامح
_اتفضل يا حاج عبد العزيز البيت نور والله
عبد العزيز بهدوء
_منور باهله يا حاجة فاطمة ازيك يا دكتور مدحت عامل ايه يابني
مدحت وقد جف حلقه
_الحمد لله ياعمي ازي صحة حضرتك ...يارب تكون بخير
عبد العزيز
_بخير يابني الحمد لله ...ازيك يا دكتور ادهم يارب تكون بلدنا عجبتك....وارتاحت فيها الشهور اللي فاتت وتكون شقتك كمان مريحة
ادهم بتعجب
_هو حضرتك عارف عنواني
فجلس الحاج عبد العزيز بوقار ليملأ المقعد الضخم الذي يجلس عليه
_اه طبعا اعرفك واعرف عنوانك انت الدكتور ادهم الرفاعي جراح منقول عندنا من كام شهر بس ساكن في ....الدور الثاني شقة 4اعرف عنك كل حاجة ...مفيش حاجة بتحصل في البلد دي الا وعندي بيها خبر
_جميل جدا ...اتمنى ان اللي حضرتك عرفتوا عني يجعلني عند حسن ظنك
عبد العزيز ضاحكا بسخرية
_طبعا ....... انا لو كنت عرفت عنك حاجة معجبتنيش مكنتش لسة واقف قدامي دلوقتي ولا ايه
فاطمة بتوتر محاولة تلطيف الاجواء
_والله انا سعيدة جدا باللمة دي ....يالا ياجماعة اتفضلوا السفرة جاهزة اتفضل ياحاج يالا يا ادهم انت ومدحت
فتوجه الجميع الى طاولة الطعام وكل منهم يفكر بما يخصه فاطمة بدات تتوتر من تصاعد الحديث بين ادهم وعبد العزيز بينما مدحت ونجلاء بدا يساورهم هاجس برفض عمها لاقتراح ادهم وترتيبه اما ادهم فقد شغله شخصية عبد العزيز فهو لا يستطيع انكار اعجابه الشديد به وبقوته اما عبد العزيز فقد كان يوزع نظراته بينهم بهدوء ولكنه كان يركز النظر لادهم عله يستطيع ان يسبر اغوارهقلب الرفاعي بقلمي لميس عبد الوهاب وهذا حينما لعبت براسه فكره ما جعلته يحلق في الفضاء ولكن مهلا حتما سينفذها ولكن رويدا رويدا والايام بينا يا ادهم هكذا حدث نفسه وهو يترأس طاولة الطعام وفي مقابله كانت فاطمة والتي بدات تتوجس خيفه من هدوءه وصمته وعلى يمينه كان ادهم الذي يلاعب الاكل دون ادنى شهيه بسبب توتره وعلى يساره كان مدحت وبجانبه نجلاء واللذان كانا يتبادلان النظرات القلقة فيما بينهم
_احم احم ..بعد اذنك يا عمي ..انا كنت عايز ...اااا..اوضح لحضرتك ...ان ان ..يعني .....
عبد العزيز مقاطعا بشبه ابتسامة
_انا موافق يابني
مدحت بلهفة وتعجب
_نعم! حضرتك قلت ايه
عبد العزيز
_اهدى كدة واسمعني ... انا مكنتش عارف انك بتحب نجلاء بنت اخويا كدة بس لما اتاكدت من كل شيء حتى من شغلكوا انتو الاتنين في فرع المستشفى في القاهرة اطمنت انك اد المسئولية ...بس خلى بالك اوعى في يوم تزعلها عشان ساعتها هزعل منك وانت عارف انا زعلي وحش
_لا لا لا متقلقش حضرتك يا عمي والله نجلاء هتكون في عيني وقلبي
فاطمة
_خلاص يا ولاد على بركة الله الف مبروك يابنتي
نجلاء وهي تلقي بنفسها في حضڼ امها
_الله يبارك فيكي يا ماما
فوقف ادهم وسارع باحتضان مدحت مربتا على ظهره
_الف مبروك يا مدحت ربنا يتمم بخير ...مبروك يادكتورة
مدحت بامتنان
_ربنا يبارك فيك يا ادهم ..بجد مش عارف من غيرك كنت عملت ايه ..
ادهم بحب
_ايه الكلام ده يا مدحت ..احنا اخوات يابني ولا ايه يا ماما
فاطمة بدعاء
_اه طبعا ربنا يخليكوا لبعض ي بني
نجلاء وهي تنحني لتقبل يد عمها
_ربنا ما يحرمني منك ياعمي
عبد العزيز وهو يربت على راسها
_انت بنتي يا نجلاء زيك زي سلمى وربنا اللي عالم انا بحبك اد ايه ياريحة الغالي .......ربنا يوفقك يا حبيبتي ويسعدك
ثم واصل منهيا الحديث
_ان شاء الله الفرح الجمعة الجاية في بيتي
مدحت
_ربنا يخليك ياعمي انا متشكر لحضرتك جدا
عبد العزيز
_انت ابني يا مدحت ...وطبعا هتحضر يا دكتور ادهم
ادهم
_اكيد ان شاء الله
وتمت المهمة بنجاح وتم زفاف نجلاء ومدحت وسافرا معا لشق طريقهم في القاهرة في الفرع الرئيسي
تحت ادارة الدكتور رؤوف
وهنا ظهرت رجولة ادهم ووفائه بوعده فلم يترك فاطمة وحدها بحجة انه يشعر بالوحدة ويحتاجها ولكنها كانت تعلم في داخلها انه مايفعل ذلك الا ليهون عليها ابتعاد
نجلاء عنها وهذا ماجعل حبه يزيد بقلبها حتى وصل لمكانة