روايه في ظلمه من الفصل الاول الى الفصل التاسع
تجري علي وجنتيه.
انت وحش يا بابي وحش انا كمان مش عايز اقعد معاك.
اقف عندك يا ولد.
وقف الصغير امام باب الغرفه منحني الرأس ولم يرفع عينه حين شعر به يقف امامه.
في ولد مؤدب يقول كده لباباه
مش انت مش عايزني وعايز تسفرني مع عمو زياد وتسيبني لوحدي.
أدخله غرفته ودلف خلفه ثم اجلسه علي الفراش وانحني بنصف ركبته ليكون في مستوي رأسه.
بقوه.
ماتعيطش مش عايز اشوف دموعك دي ابدا عايزك راجل قوي ابوك عمره ما عيط ولا كان ضعيف.
بس انا لسه صغير والولاد الصغيرين بيعيطو وېصرخو كمان.
ده لما يكونو متدلعين بيطلعو مش شداد ومش رجاله وانا في سنك كنت بشوف امي بتجلد بالكرباج لكن عمري ما عيط
كنت بقف في وش اللي بيضربها وكنت كتير باخد الضړب مكانها كمان واستحمله بس عشان هي ماتتعذبش.
تذكر كلمات اخيه امام صغيره ليسبه في سره و يكمل
مين قال كده يا حبيبي عمك ده غبي ماتسمعش كلامه بالعكس مامتك كانت حلوه وطيبه.
بس انت مش كنت بتحبها
بالعكس يا حبيبي انا كنت بحبها وحبتها اكتر عشان جابتلي احلي هديه في دنيتي
شهق الصغير جحظت عينه بفرحة من كلام والده له.
انا هدية يا بابي
اخيرا ما أبتسم اليه وضمھ الي صدره بحب.
انت أجمل حاجة حصلتلي في حياتي كلها انت الفرحة الوحيدة اللي فرحتها من قلبي يا ابني
عشان كده لازم تسافر مع عمك لازم تبعدو انتو الاتنين عن هنا.
انتفض الصغير وتشبث في عنقه جيدا
وانا كمان يا حبيبي بحبك اوي بس خاېف عليك وببعدك عني عشان احميك من اي حاجه وحشه ممكن تحصل.
يووه يا بابي بقي يعني عايزني ابعد عنك انا وعمو زياد طب هو بيفضل طول الوقت لوحده وانا لما ببقي خاېف بنام في حضنك انت اعمل ايه بقي دلوقتي
ههههههه تنام في حضڼي من دلوقتي يا سيدي ولحد ما تسافرو تفضل في حضڼي ايه رأيك بقى.
ظل يملس علي شعره البني الكثيف الي ان بدء يغفو داخل ذراعيه وهو ينظر له بحب وخوف في نفس الوقت ويراجع شريط ذاكرته كعادته ليناجي ربه بالدعاء
ربنا يقرب البعيد وتخرج بقي يا حسن
هو الان في السابعة عشر من عمره
مضي علي جلوسه في دار الايتام عامان بأكملهم لم يري فيهم والدته او اخيه او حتي طفلته الجميلة التي لولا ذلك الاب اللعېن لكن عشقها پجنون.
ابواااااااا يا أبو بيجاد يا جامد.
خير يا خويا اشجيني.
حتة بت ياض يا بيجاد واقفه مستنياك بره.
بت تاني يا حسن ماقولتلك ماليش انا في حوار بنات الملجأ ده.
ياض افهم دي مش من الملجأ دي جايه في عربية الغول بتاعك عمك مهران وعماله تدور عليك انت بالاسم تحت في الجنينه.
عربية مهران دي اكيد فرح.
قفز من علي مقعده بأتجاه النافذه ليراها واذا بالاخر يجذبه للخارج.
رايح فين يا عم تعالي شوفها قبل العيال ما يفتكروها بسبوسه وياكلوها.
ي الخارج ووقف خلف الجدار يستمع اليه ويري وجهه الكريه من بين طيات النافذه حين ولج إليهم.
انتي بتعملي ايه هنا الساعه دي يا بت انتي
اااانا مافيش حاجه يا بابا انا بس قلقت من نومي قولت انزل اطمن علي ماما جميله أحسن تكون عايزه حاجه.
و هو انا مش قولتلك مالكيش دعوه بيها ابنها معاها لو احتاجت حاجه هو يعملها ليها يلا علي اوضتك.
حاضر يا بابا انا طالعه اهو.
ترجلت من الغرفة والټفت ابيها الي زياد ووجه له الحديث
وانت يلا صاحي ليه لحد دلوقتي
كنت بذاكر يا عمي عند حضرتك مانع.
اه عندي يا زياد بيه مانع هو النور اللي انت منوره انت وامك ده مش بفلوس وانا قولتلك كفايه عليك كده والټفت بقي لشغلك في المزرعه حصل ولا ماحصلش
مانا باشتغل ومأثرتش في حاجه لكن مزكرتي ودروسي مش هاسيبهم.
انت بترد عليا يا بن ال...
انت فاكرني هاصرف علي تعليمك كمان مش كفاية عليا اني بأكلك واشربك واكسيك لحد ما بقيت زي الشحط
اهو المفروض بقي تشيل همك وهم امك اللي مبقاش ليها لازمة في الحياة دي عني يا اخي.
كان يتلقي كلماته وكأنها خناجر مسمومه تقطع في جسده وتسممه بالكامل
لكنه قابلها ببرود تام وهو يبتسم له بأستفزاز.
حاضر يا عمي اللي انت شايفه
وتقولي عليه هاعمله كله اي أوامر تانية
استشاط الاخر غيظا منه وقرر الرحيل قبل ان يفتك به.
عيل بارد ومستفز انت
جايب البرود ده منين ياض انت
اغلق زياد باب الغرفة من خلفه وجلس
علي الأرض بجوار فراش والدته يبكي بحړقة ويستمع الي بكائها أيضا وهي تمشط