روايه للكاتبه شاهنده سمير
ما جاء سوى من تنبيه أخيه عليه..وشعوره انه مقصر فى حياته الزوجية أما فى الحقيقة فهو لا يهتم ببشرى أبدا ولا يود أن يعرف شيئا عنها.. فهي بالنسبة إليه مجرد زوجة أجبر عليها ولم تستطع أن تكسب قلبه بسبب عنجهيتها وتصرفاتها البغيضة..ليفقد أي إهتمام بها كإمرأة رغم جمالها الرائع والذى يحسده عليه الجميع..فلم يشعر معها بتسارع دقات قلبه مثل هذا الذى حدث معه منذ قليل ولم يشعر معها بالراحة كما يشعر مع... شروق.
لا يدرى لما اقټحمت صورة شروق مخيلته الآن..لينفض تلك الصورة وهو ينتبه إلى كلمات بشرى التالية وهي تقول
تجاوزته ليعيدها إلى مكانها أمامه..كاد أن تقع فإستندت إليه تخشى السقوط ليدعمها بيديه ..فتحت عينيها بقوة وهي ټشتم رائحة نسائية تعرفها جيدا وتكرهها فى آن واحد..فهي تذكرها بصاحبتها التى تكرهها بدورها..وبشدة..تبا إنها تقليدية للغاية تلك الرحمة..حتى عطرها مازالت تحتفظ به ..ولم تغيره..ولكن ما الذى أتى به على ملابس زوجها..لتنتفض مبتعدة عنه وهي تقول بحدة
إيه الريحة دىفهمنى جتلك منين
ريحة إيه
قالت بشرى بحدة وهي تشير بإصبعها قائلة
ريحة البرفيوم الحريمى دى.
أحس مراد بالإرتباك لثوانى وهو يدرك أنها رائحة رحمة العالقة به..ليتمالك نفسه قائلا
راوية أغمى عليها ورحمة من قلقها كان هيغمى عليها هي كمان......
قاطعته قائلة بحدة
وإنت طبعا الشهم الهمام اللى لحقتها قبل ما تقع وسندتها ..صح
قال مراد بحدة
بالظبط ..زي ما عملت معاكى دلوقتى..فيها إيه دى كمان
إزدادت نبراتها حدة وهي تقول
بس أنا مراتك.
قال مراد پغضب
وهي كمان مرات أخويا .
قالت بشرى بسخرية
كانت مرات أخوك..كانت ..
تجمدت ملامح مراد وهو يقول
فوات الأوان..ياريت تبعدى من جواه كل مشاعر الغل والكره اللى بحسهم ماليينه قبل ما تخسرى كل حاجة يابشرى..لإنى بجد زهقت ومليت من تصرفاتك.
ليتركها ويغادر الحجرة صافقا الباب خلفه لتقول بشرى بغل
مش ممكن قلبى يصفى من ناحيتهم ولايمكن انسى إنى بكرههم ..الاتنين أخدوا منى حلم حياتى وحب عمرى..واحدة حبها والتانية إتجوزها..وأنا ورغم انى من دمه زيهم..عمره ما شافنى ولا حس بية..ومش ههدى ولا يرتاحلى بال غير لما أخلص منهم الإتنين.
دلف يحيي إلى حجرته ليجد راوية مازالت تنتظره رغم تأخر الوقت..نظر إليها نظرة طويلة معاتبة قبل ان يتجه إلى الحمام ليوقفه صوتها الضعيف وهي تنادى بإسمه..الټفت إليها لتشير إليه بالإقتراب..ليقترب منها رغما عنه فملامحها الشاحبة بشدة وحالتها الصحية..تملأ قلبه بالشفقة و ترغمه على الإنصياع لرغباتها..جلس بجوارها على السرير دون أن يتحدث..فقط ينظر إليها لتمد يدها وتمسك يده بحنو..لم يبعدها.. لتقول هي بصوت هادئ ولكن يحيي إستشعر حزنها الدفين به
أنا عارفة إنك زعلان منى عشان طلبت من رحمة ومنك حاجة زي دى من غير ماأرجعلك فى الأول وآخد رأيك..بس مكنش ينفع أقولك على رغبتى دى قبل ما آخد موافقتها.
قال يحيي بعتاب
وموافقتى يا راوية ملهاش أي إعتبار عندك ..ولا رأيي تحصيل حاصل بالنسبة لك
إلتمعت عينا راوية بالدموع وهي تقول
تفتكر إن مكانتك عندى قليلة أوى كدة عشان أستخف برأيك..كل الموضوع إن أنا حاسة بيك وعارفة اللى فى قلبك يايحيي.
أطرق يحيي برأسه قائلا بحزن
إنتى متعرفيش حاجة.
مدت يدها ترفع ذقنه لتواجهها عيناه وتقول هي بتقرير
أنا عارفة إنك بتحبها.
إتسعت عينا يحيي فى صدمة لتستطرد قائلة
بتحبها من زمان..وأنا كنت عارفة..ولغاية النهاردة مقدرتش تحب غيرها.. بسمعك بتنادى إسمها فى أحلامك..لإنك مش قادر تكون معاها فى الحقيقة..إتجوزت هي أخوك وإتجوزت إنت أختها..بس القدر أهو بيديلكم فرصة تانية وكأن قصتكم مش مكتوب لها تنتهى بالفراق..وكأن مصيركم إنكم تكونوا لبعض مهما حاولوا يفرقوكم.
إنتفض يحيي واقفا وهو يقول
إنتى بتقولى إيه بس..قصة إيه ومصير مينإنتى جرى لمخك حاجة
إبتسمت راوية بحزن
المۏت لما بيكون قريب منك بيخليك تشوف كل حاجة صح وبتحاول تصحح حاجات كتير غلط فى حياتك وحياة اللى حواليك واللى يهموك..وانا عمرى ماكنت صح أد النهاردة..متحاولش تنكر حبك..اللى بيبان جوة عيونك ..فى قاعهم اللى حاولت تخبى حبك فيه..وبيظهر فيهم بس لما بتسمع إسمها ..وعشان كدة محيته من حياتنا كلنا..عشان بيفكرك بيها ..بيفكرك بحبك الأول والأخير.
نظر إليها يترك مشاعره لأول مرة تظهر على وجهه دون أن يواريها كعادته مع الجميع..ليجلس مجددا وهو يقول پألم
هي السبب..هي اللى إتخلت عنى ياراوية وخانتنى..و مع مين..مع أخويا..محت إسمها من قلبى قبل ماأمحيها من حياتنا كلها..ياريت تقفلى على الموضوع ده لأنه بيوجع أوى..الموضوع ده منتهى بالنسبة لى..وبعدين مش انتى مراتى برده.. إزاي بس تطلبى منى أعمل حاجة زي دى
قالت راوية بحزن
لإنى ھموت قريب