الخميس 28 نوفمبر 2024

قصة عانس كامله

انت في الصفحة 18 من 21 صفحات

موقع أيام نيوز

الحنان.!!
وقفت الجدة دلال أمام غرفة عهود تترجى خروجها
عهود يا بنتي طمنيني الله يباركلك..
فتحت عهود الباب وخرجت بكامل ملابسها..
راحة فين يا عهود
ركضت تجاه باب المنزل ومن ثم أخذت تركض بعرض الشارع بأعين تنسكب منها الدموع سكبا..
ظلت الجدة دلال تهتف بأسمها حتى تجمع الجيران وخرج أمان الذي كان خلف المنزل ليجد عهود تركض بتلك الحالة سقط قلبه وركض يناديها بصوته كله
عهود.
تشبثت الجدة به باڼهيار وهتفت باستجداء
أمان .. إلحقها يا بني .. عهود يا أمان..
وجاء يواصل السير خلفها فلمحها تستقل أحد سيارات الأجرة من بداية الشارع..
إنت عارفة هي هتروح فين يا ستي..
صمتت قليلا وقالت بثقة
هتروحله .. هتروح لأبوها..
طب يلا بينا..
هبطت من سيارة الأجرة التي كانت تود أن تصبح طائرة هرولت لداخل المشفى واستعلمت عن مكان والدها ولم تتوانى عن الركض برواق المشفى تبحث عن رقم الغرفة پجنون..
وقفت بتخشب عندما رأت والدتها وشقيقتها يقفان أمام الغرفة المنشودة..
صعقټ كلا منهما فور رؤيتها وجاءتا يقتربان منها إلا أنها اقټحمت الغرفة بلهفة..
وقفت بسكون والعالم يدور من حولها أمامه..
لماذ يبدو بهذا الشحوب..!!
متى أصبح نحيلا هكذا..!!
أما توفيق فلم يكن أفضل حالا منها وهو يتأملها بدئا من حالتها المشعثة ووجها الغارق بدمعه ينهج پجنون...
اقتربت منه بينما الغرفة تمتلىء بالممرضات ووالدتها وشقيقتها وأمان والجدة اللذان وصلوا للتو..
صاحت عهود بنبرة لم يتوقعها الجميع
إنت فاكر إن هسيبك تمشي..
إنت مش هتسبني علشان إنت لسه مديون ليا بكتر..
أنا مشبعتش منك لسه..
أخر مرة أخدتني في إمتى..!
إنت بقالك قد أيه سايبني لواحدي أنا مش هسمحلك تمشي وتسبني ألا ما تروي حرماني..
متبقاش أناني .. أنا لسه ماحكيتش لك على العڈاب إللي شوفته .. أنا لسه ماورتكاش نجاحي .. أنا لسه ماظهرتش برائتي..
أنا معملتش حاجة .. مش هتصدقني صح..!
إستنى أقولك الليل كان بيعدي عليا إزاي وأنا متكسحة..!
إستنى أقولك شعور النبذ إللي حسيته..!
علا صوت بكاء توفيق الشديد وبكى من كان بالغرفة..
جلست بأحد زوايا الغرفة وضمت ركبتيها لها وهتفت وهي تنظر للسماء
شوفت هو إللي عايز يسيبني ويمشي إزاي..!
كلهم بيسبوني .. عالطول أنا لواحدي كدا .. مش إنت كنت شاهد .. هما مش عايزيني..
ليه كدا .. ليه .. أنا كنت وحشه زمان بس عمري ما أذيت حد ..ودلوقتي أنا مش وحشه والله
طب جرب تقرب مني..
بس أنا مش هسيبك .. إنتوا کرهتوني بس أنا حبيتكم..
وقامت مسرعة نحو والدها ففتح ذراعيه لها وألقت نفسها بينهم وأحكم الغلق عليها ليقسم بأشد الأيمان أنه لن يتفلتها أبدا..
وقفت أمام الطبيب تستمع لحالة والدها ختم الطبيب قوله
الكل بيعمل الفحوصات اللازمة علشان هنشوف من المتطابق مع والدك ويقدر يتبرع بجزء من الكبد لأن الفيروس موجود من فترة طويلة وقضى على الكبد ودا الحل الوحيد يا آنسة عهود..
أقدر أعمل الفحص دا أنا كمان إعمل اللازم يا دكتور تقدر تعمل التحاليل..
حضرتك متأكدة..
أكيد أمي أصلا مريضة واختي لسه خارجة من عمليات الأسبوع إللي فات وجدتي كبيرة في السن..
في كمان المهندس أمان بيعمل التحاليل..
أنا عايزة أعملها يا دكتور...
تمام .. اتفضلي..
بعد مرور ساعتين من إنتظار نتيجة الفحص والوقت يمر ببطء شديد..
خرج الطبيب وهتف بحسم
آنسة عهود هي الوحيدة المتطابقة وتقدر تتبرع لوالدها..
صدم الجميع بينما ابتسمت بهدوء واقتربت من الطبيب وقالت بحزم
أنا جاهزة يا دكتور .. متتأخرش أكتر من كدا نقدر ندخل العمليات دلوقتي..
هرعت والدتها وقالت
پخوف
عهود يا بنتي بلاش .. إحنا هنشوف أي متبرع تاني..
متحاوليش يا أمي .. محدش هيتبرع لبابا وأنا موجودة .. خلص الكلام..
توضأت وصلت ركعتان ثم نظرت للسماء وهمست بيقين
دايما كنت معايا .. مخذلتنيش أبدا ودايما عند حسن ظني ومتأكدة إن دي كمان هتعدي..
اشفي أبي يا الله ولا ترني به مكروها..
كل ظني الجميل بك يا شافي يا معافي يا أرحم الراحمين فلا ترد يدي صفرا خائبة يا الله..
اقتربت من والدها وجعلته يتوضأ وساعدته في صلاة ركعتان وهو كان عاجزا عن الحديث ينظر إليها يتأملها فقط ويتسائل ماذا قد فعل بحياته حتى يرزقه الله بنعمة كهذه..!!
مسد على كتفها بحنان ونظر لها
مسمحاني يا عهودي.
ابتسمت بصفاء
ومن إمتى عهودك بتزعل منك يا غالي عليا..
احتضنها وهي أغمضت أعينها پسكينة وراحة زارتها أخيرا..
خرجت وبدأت تستعد للدخول لغرفة العمليات نظرت للطبيب

وقالت له وللجميع
مش عايزة بابا يعرف إن أنا المتبرعة رجاءا.
حرك الجميع رؤسهم بقلة حيلة ودخلت للداخل بقوة بينما قلوب الجميع كانت منتزعة لهذا الدخول..
وقف أمان كالغارق كل خطوة تخطوها للداخل تنسحب روحه أكثر هبطت دمعة حارة اختبأت في لحيته وهو يسير خلفها حتى أغلق الباب..
نظرت عهود خلفها فوقعت أنظارها عليه من الزجاج ولمحت دمعه الذي أثبت لها الناقص أهدته إبتسامة بسيطة وأغلق الستار...
رقدت أعلى الفراش وسط الأجهزة الطبية والغرفة الكئيبة التي لطالما كرهتها وتشائمت منها من كثرة ولوجها بالماضي إليها رقد والدها بالجهة الأخرى يفصلهم ستار نظرت عهود نحو تلك الجهة وابتسمت وهي تمد يدها للطبيب ثم تدريجا أغمضت أعينها مستسلمة لسائل مخدر هرع يقبض على عقلها يخضعها للاوعي
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 21 صفحات