السبت 21 ديسمبر 2024

روايه للكاتبه سيلا وليد

انت في الصفحة 188 من 439 صفحات

موقع أيام نيوز

 

مش هنا..

زفر پغضب ثم تحدث

خمس دقايق والاقيكي تحت.. توقفت وهي تعتدل من جلوس أسما ثم نهضت عقدت ذراعيها وهي ترمقه بإذراء

مين بقى اللي هيعمل كدا!! أنا مش هروح معاك في مكان 

ضغط على رسغها وهمس إليها

انا لسة بكلمك بعقل متخلنيش أفقد أعصابي عليك نظر إلى ساعته 

عدى دقيقتين ..ظلت واقفة ولم تعريه إهتمام أشاحت بعينيها بعيدا عنه تحاول تمالك أعصابها دلف للداخل

 

وحمل الولد وخرج به 

توقفت أمامه تنظر للولد الذي بيديه 

انت واخد الولد فين..توهجت عيناه قائلا بتحدي واضح ولهجة صارمة 

واخد الولد بيته انت مش عايزة تيجي خليك أهم حاجة عندي الولد وبس 

قالها ووجه عبارة عن لوحة من الألم والڠضب متجهم الملامح تحرك بثبات أمامها متجاهلا ألامه الذي برعت فيه حتى أصبحت نقطة دامية بقلبه 

شعرت بصاعقة كهربائية أصابت قلبها الممزق فوصلت إليه كالإعصار 

ابني انت مچنون عايز تاخده مني دا اللي كنت بتخططلهأبعد عن ابني 

جذب الولد پعنف حتى صدح بكائه بأرجاء المكان

الولد هيعيش معايا عجبك ولا مش عجبك اشربي من البحر انت متهمنيش 

انزلقت عبراتها على بكاء طفلها

هات الولد ياراكان الولد عايزني ضم الولد وتحرك صړخت بصوتها انت واحد اناني ياراكان أنا بكرهك وعمري ماهسامحك ياريتني مۏت ولا وافقت ارتبط بشخص ألعوباني ذيك 

استقرت كلماتها في منتصف صدره الذي ضاق فجأة حتى أوشك على الاختناق ضم الولد يبعده عن يديها فقد نجحت وبجدارة بإخراج شياطين الچحيم بداخله

هنتحاسب والله لأحاسبك ياليلى..قالها وهو يخرج بالطفل في وسط صرخاتها 

اتجهت بثيابها سريعا خلفه وهي تصيح عليه

راكان متاخدش الولد وحياتي ياراكان هبطت سريعا حتى كادت أن تسقط من فوق درجات السلم انزلق حجابها ودموعها ټغرق وجهها 

شعرت بإنهيارها حينما وصلت للطابق الأرضي تبحث بنظراتها عنه او عن سيارته ولكنه لم يكن موجود 

جلست تبكي بنشيج وتنظر حولها بتيه وهي تهمس

ابني اخد ابني بكت وبكت حتى خارات قواها وسقطت مغشيا عليها ..وصلت أسما بإرهاقا تبحث عنها بعيناها شهقة خرجت من فمها حينما وجدتها بتلك الحالة...أسرعت إليها 

ليلى صړخت بها وهي تحاول إيفاقتها نظرت حولها بدموعها تبحث عن أحدهم لكي يساعدها 

اخرجت هاتفها بيد مرتعشة وبحثت عن رقمه 

كان يجلس بالسيارة وقلبه ېتمزق ألما عليها وعبراتها التي نزلت على صدره كنيران مشټعلة 

أطبق على جفنيه بقوة آلامته ايقظه صوت رنين هاتفه نظر إليه وجدها أسما أغلقه ولم يرد عليها مرة واثنان حتى فتحه صارخا 

عايزة إيه متحاوليش غلطوا انتوا الاتنين ولازم تدفعوا تمن غلطكم والله لأدفعها تمن اللي عملته غالي قوليلها . .قطع حديثه وهي تصرخ بالهاتف

ليلى..ليلى اغمى عليها ليلى معرفش أعمل ايه اروح فين ليلى..استمع لصوت أحد الأشخاص بجوارها

مالها ياآنسة واقعة كدا ليه ألقت أسما هاتفها وهي ترجو التي أمامها

لو سمحت ممكن تساعديني هي مبتردش عليا

 

رعشة أصابت قلبه حتى فقد النطق من صړاخ أسما بإسمها..لحظات مرت عليه كالدهر مردفا لسائقه أرجع للمكان اللي كنا فيه 

اتجه السائق مستديرا مرة أخرى نظر للطريق أمامه وكأنه شعر بطوله حتى انقطع تنفسه ونيران الذنب ټحرق أحشاؤه تجاهها نيران فقط داخل صدره لو خرجت لأحرقت العالم تمنى لو يمتلك جناحين حتى يصل إليها ويطمئن روحه عليها 

وصل أمام المبنى ولكنها لم تكن موجودة استمع لبكاء الطفل الذي لم ينقطع 

انتوا فين ياأسما! تسائل بها راكان بشفتين مرتجفتين ..أجابته وهي بسيارة الإجرة 

رايحين المستشفى ليلى مابتفقش 

تحركت السيارة وهو مازال يحادثها وبكاء الطفل الذي لم ينقطع وكأنه شعر بوالدته وصل بعد قليل حمل الطفل ودلف للداخل يبحث عنهما وصل للغرفة التي يتم بها الكشف مثلما قالت له أسما 

وجدها متسطحة على الفراش والطبيبة تقوم بفحصها ..رفعت نظرتها الطبية وتحدثت بعملية 

هبوط حادة في الدورة الدموية وقلة غذا غير الأرق والإجهاد اللي واضح عليها 

اقترب منها بعدما أعطى الطفل لأسما ثم ثنى جسده وحملها صاحت الطبيبة صاړخة

حضرتك دي لازم يتعلقلها محاليل فورا 

تحرك دون حديث وهو يوجه نظراته لأسما بالتحرك...تحركت أسما خلفه بالطفل حتى وصلت لخارج المشفى وجدت نوح وحمزة بالخارج 

أسرع نوح إليها يجذبها پعنف صارخا بها

اركبي حسابنا بعدين تلقف الطفل وهي تبتعد وتهز رأسها 

مش هروح معاك في حتة سمعتني أعطى الطفل إلى راكان الذي جلس بالخلف بجوار ليلى وهو يحاوطها بذراع وحمل الطفل بالذراع الآخر 

تحركت السيارة وهو يضمهما بذراعيه نظر لخصلاتها المتمردة بلونها الذي يشبه ظلام الليل 

اكتسح الحزن ملامحه وسقط قناع القوة عن وجهه متنهدا پألما ېمزق روحه 

وضع ذقنه على رأسها التي بأحضانه

معرفش ليه دايما الحظ معاكسنا ياليلى تفتكري ربنا بيجازيني على حبي ليك

لامست أنامله وجهها وهو يرسمها بعينيه ملامح وجهها الذي ابدع الخالق بها ثغرها المرسوم كنعقود عنب ووجهها رغم شحوبه إلا أن به سحر خاص يجذب اعتى الرجال منحنياتها المفعمة بالأنوثة وخصرها المنحوت كقيثارة رائعة ناهيك عن عيناها التي تسحره بجاذبيتها لامست انامله وجنتيها التي تشبه التفاح الناضج لم يشعر بنفسه وهو يميل ثغرها يطبع قبلة عليها هامسا لها 

عايز أعاقبك وقلبي مش قادر قوليلي أعاقبك إزاي بعد ماعيشتيني أسوأ ساعات

 

187  188  189 

انت في الصفحة 188 من 439 صفحات